Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 12-14)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ } الخ ، ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية من هنا إلى قوله : { وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } [ المؤمنون : 22 ] أربعة أنواع من دلائل قدرته تعالى ، الأول : تقلب الانسان في أطوار خلقته وهي تسعة آخرها قوله : ( تبعثون ) الثاني : خلق السماوات . الثالث : إنزال الماء . الرابع : منافع الحيوانات . وذكر منها أربعة أنواع : واللام موطئة لقسم محذوف قدره المفسر بقوله : ( والله ) . قوله : { مِن سُلاَلَةٍ } متعلق بخلقنا . قوله : ( متعلق بسلالة ) أي لأنه مسلول . قوله : ( أي الإنسان نسل آدم ) أشار بذلك إلى أن الضمير يعود على الانسان ، لكن لا بالمعنى الأول ، وحنيئذ ففي الكلام استخدام ، ويؤيده قوله تعالى في الآية الأخرى : { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } [ السجدة : 7 - 8 ] . قوله : { فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } أي في مقر متمكن . وصف بذلك لأنه محفوظ ، لا يطرأ عليه اختلال مع كونه ضيقاً . قوله : { ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً } قيل كلها ، وقيل جزء منها ، والباقي يوضع نصفه في موضع تربته ، والنصف الثاني يوضع في السماء ، فإذا أراد الله إحياء الخلق من القبور ، أمطرت السماء منياً ، فتتلاقى النطف النازلة من السماء ، بالنطف الباقية في الأرض ، فتوجد الخلائق بينهما ، وهذا هو حكمة قوله تعالى : { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } [ الأعراف : 29 ] . قوله : ( وفي قراءة عظماً ) أي هي سبعية أيضاً . قوله : { ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } أي من غير توان ، والمعنى حولنا النطفة عن صفاتها ، إلى صفة لا يحيط بها وصف الواصفين . قوله : ( بنفخ الروح فيه ) هذا قول ابن عباس والشعبي والضحاك ، وقيل الخلق الآخر هو خروجه إلى الدنيا ، وقيل خروج أسنانه وشعره ، وقيل كمال شبابه ، والأتم أنه عام في هذا وغيره من النطق والإدراك وتحصيل المعقولات ، وجميع الأمور التي اشتمل عليها بنو آدم ، من الكمالات الحسية والمعنوية التي يشير لها قول بعض العارفين : @ وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر @@ قوله : { فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ } أي تعاظم وارتفع قدره . قوله : ( المقدرين ) أي المصورين ، ودفع بذلك ما يقال : إن اسم التفضيل يقتضي المشاركة ، مع أنه لا خالق غيره . فأجاب : بأن المراد بالخلق التقدير لا الايجاد والإبداع ، والتقدير حاصل من الحوادث . قوله : ( للعلم به ) أي من قوله الخالقين فإنه يدل عليه .