Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 15-19)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { بَعْدَ ذٰلِكَ } أي من الأمور العجيبة . قوله : { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي عند النفخة الثانية . إن قلت : ما حكمة اختلاف المتعاطفات بثم والفاء ، لأنه ورد أن مدة كل طور أربعون يوماً ، فإن نظر لآخر المدة وأولها ، اقتضى أن يعطف بثم ، وإن نظرها لآخرها ، اقتضى أن يعطف بالفاء ؟ أجيب : بأنه نزل التفاوت بين الأطوار منزلة التراخي والبعد الحسي ، لأن حصول النطفة من التراب غريب جداً ، وكذا جعلها دماً ، بخلاف جعل الدم لحماً ، فهو قريب لمشابهته في اللون أو الصورة ، وكذا جعلها عظاماً ، وأما جعلها خلقاً آخر فغريب ، وكذا الموت والبعث ، فظهر حكمة التعبير في كل موضع بما يناسبه . قوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ } المراد به جهة العلو ، لأن كونها فوق ، وإنما هو بعد خلق الخلق ، وإلا فوقت خلق السماوات لم يكونوا مخلوقين . قوله : ( لأنها طرق الملائكة ) أي في العروج والهبوط والطيران ، وقيل معنى طرائق مطروقات ، أي موضوعاً بعضها فوق بعض ، فهو معنى طباقاً في الآية الأخرى . قوله : { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ } الجار والمجرور متعلق بأنزلنا . قوله : { بِقَدَرٍ } أي تقدير بجلب منافعهم ودفع مضارهم ، وقيل المعنى بقدرحاجاتهم ، وإليه يشير المفسر . قوله : { فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ } أي جعلناه ساكناً ثابتاً مستقراً في الأرض ، بعضه على ظهرها ، وبعضه في بطنها . قوله : { وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ } الباء في { بِهِ } للتعدية ، والمعنى وإنا لقادرون على إذهابه . روى الشيخان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل ، أنزل من الجنة خمسة أنهار : سيحون وجيحون ودجلة والفرات والنيل ، أنزلها الله عز وجل من عين واحدة من عيون الجنة ، من أسفل درجة من درجاتها ، على جناحي جبريل ، استودعها الجبال وأجراها في الأرض ، وجعل فيها منافع للناس ، فذلك قوله تعالى : { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ } فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج ، أرسل الله عز وجل جبريل ، فرفع من الأرض القرآن والعلم كله ، والحجر الأسود من ركن البيت ، ومقام إبراهيم ، وتابوت موسى بما فيه ، وهذه الأنهار الخمسة فيرفع ذلك إلى السماء ، فذلك قوله تعالى : { وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ } فإذا رفعت هذه الأشياء كلها من الأرض ، فقد أهلها خير الدنيا والدين " . قوله : { لَّكُمْ فِيهَا } أي الجنات . قوله : { وَمِنْهَا } أي من ثمر الجنات ، كالرطب والعنب والتمر والزبيب وغير ذلك .