Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 4-11)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ } اعلم أن الزكاة تطلق على القدر المخرج ، كربع العشر في النقدين ، والعشر أو نصفه من الحرث ، والشاة من الأربعين ، وعلى المصدر الذي هو فعل الفاعل ، فعلى الأول يكون معنى فاعلون مؤدون ، لأن القدر المخرج لا معنى لفعله ، وعلى الثاني ففاعلون على بابه . قوله : { حَافِظُونَ } أي مانعون . قوله : ( عن الحرام ) أي عن كل ما لا يحل وطؤه بوجه من الوجوه . قوله : ( أي من زوجاتهم ) أشار بذلك إلى أن على بمعنى من . قوله : { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } عبر مما دون من إن كان المقام له ، لأن الإناث ناقصات ، ولا سيما الأرقاء ففيهن شبه بالبهائم ، في حل البيع والشراء . قوله : ( أي السراري ) جمع سرية بالضم ، وهي في الأصل الأمة التي بوئت ببيت ، مأخوذة من السر ، وهو الجماع أو الإخفاء ، لأن الإنسان كثيراً ما يسرها ويسترها عن حرته ، أو من السرور لأن مالكها يسر بها . قوله : { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } علة للاستثناء . قوله : ( كالاستمناء باليد ) أي فهو حرام عند مالك والشافعي وأبي حنيفة ، وقال أحمد بن حنبل : يجوز بشروط ثلاثة : أن يخاف الزنا ، وألا يجد مهر حرة أو ثمن أمة ، وأن يفعله بيده ، لا بيد أجنبي أو أجنبية . قوله : { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ } أي ما ائتمنوا عليه من حقوق الخالق ، كالصلاة والصوم والحج وفعل المعروف والنهي عن المنكر وحقوق الخلق ، كالودائع والصنائع وأعراض الخلق وعوراتهم . قوله : ( جمعاً ومفرداً ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَعَهْدِهِمْ } مرادف للأمانات . قوله : ( حافظون ) أي غير مضيعين لها . قوله : { يُحَافِظُونَ } أي يحامون عليها بشروطها وأركانها وآدابها ، ولكون الصلاة عماد الدين ، وأعظم أركانه ابتدأ بها أوصاف المؤمنين وختمها بها . قوله : ( لا غيرهم ) أخذ الحصر من وجود ضمير الفصل ، لأن الجملة المعرفة الطرفين تفيد الحصر ، وهو إضافي لا حقيقي ، لأنه ثبت أن الجنة يدخلها الأطفال والمجانين والعصاة الذي ماتوا على الإيمان بعد العفو ، لقوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [ النساء : 48 ] أو يقال : إن الحصر فيهم حقيقي بالنسبة للفردوس وباقي الجنان لمن لم يمت كافراً . قوله : { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ } عبر بالإرث دون الاستحقاق ، لأن الإرث ملك دائم . قوله : ( ويناسبه ذكر المبدإ بعده ) أشار بذلك إلى وجه المناسبة بين هذه الآية وما قبلها ، والمعنى أن الآية التي سبقت ، ذكر فيها المعاد وما يؤول إليه أمر من اتصف بتلك الصفات ، وهذه الآية ذكر فيها بيان المبدإ ، وحينئذ فبين الآيتين مناسبة ، وهذا أتم مما قيل ، إن هذه الآية جملة مستأنفة لا ارتباط لها بما قبلها .