Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 23-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } شروع في ذكر خمس قصص غير قصة خلق آدم ، فتكون ستاً : الأولى قصة نوح ، الثانية قصة هود ، الثالثة قصة القرون الآخرين ، الرابعة قصة موسى وهارون ، الخامسة قصة عيسى وأمه ، والمقصود منه اطلاع الأمة المحمدية على أحوال من مضى ، ليقتدوا بهم في الخصال ، ويتباعدوا عن خصالهم المذمومة ، ونوح لقبه واسمه قيل عبد الغفار ، وقيل عبد الله ، وقيل يشكر ، وعاش من العمر ألف وخمسين ، لأنه أرسل على رأس الأربعين ، ومكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة ، وهذا أحد أقوال تقدمت . قوله : { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } بمنزلة التعليل لما قبله . قوله : ( وهو اسم ما ) أي قوله : { إِلَـٰهٍ } ، وأما لفظ { غَيْرُهُ } فيصح فيه الرفع اتباعاً لمحل إله ، والجر اتباعاً للفظه قراءتان . قوله : ( وما قبله الخبر ) أي وهو الجار والمجرور ، وما مشى عليه المفسر ، طريقة ضعيفة للنحاة ، وهي جواز إعمال ما عند مخالفة الترتيب بين خبرها واسمها ، إذا كان الخبر ظرفاً ، أو جاراً ومجروراً ، والمشهور إهمالها حينئذ ، فكان المناسب أن يقول : وهو مبتدأ مؤخر وما قبله الخبر . { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير أجهلتم فلا تتقون . قوله : { فَقَالَ ٱلْمَلأُ } أي الأشراف . وحاصل ما ذكروه خمس مقالات : الأولى { مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } . الثانية : { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } . الثالثة : { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } . الرابعة : { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } . الخامسة : { فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } . ولكونها ظاهرة الفساد ، لم يتعرض لردها . قوله : ( بأن يكون متبوعاً ) أي بادعاء الرسالة . قوله : ( أن لا يعبد غيره ) أشار بذلك إلى أن مفعول المشيئة محذوف . قوله : ( بذلك ) أي بأن لا يعبد غيره . قوله : ( إلا بشراً ) أي لأن الملائكة لشدة سطوتهم وعلو شأنهم ، ينقاد الخلق اليهم من غير شك ، فلما لم يفعل ذلك ، علمنا أنه ما أرسل رسولاً . قوله : ( حالة جنون ) أي ففعلة بالكسر للهيئة . قال ابن مالك : وفعلة لهيئة كجلسة . قوله : ( إلى زمن موته ) أي فكانوا يقولون لبعضهم : اصبروا فإنه إن كان نبياً حقاً ، فالله ينصره ويقوي أمره ، وإن كان كاذباً ، فالله يخذله ويبطل أمره فنستريح منه ، أو المراد بالحين ، الزمان الذي تظهر فيه العواقب ، فالمعنى انتظروا عاقبة أمره ، فإن أفاق وإلا فاقتلوه . قوله : { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي } أي قال ذلك بعد أن أيس من إيمانهم .