Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 27-30)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } { أَنِ } مفسرة لوقوعها بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه . قوله : { بِأَعْيُنِنَا } حال من الضمير في اصنع ، وجمع الأعين للمبالغة . قوله : ( بمرأى منا وحفظنا ) أشار بذلك إلى أن في الآية مجازاً مرسلاً ، لأن شأن من نظر إلى الشيء بعينه حفظه ، فأطلق اللازم وأريد الملزوم . قوله : { وَوَحْيِنَا } أي تعليمنا ، فإن الله أرسل إليه جبريل ، فعلمه صنعتها وصنعها في عامين وجعل طولها ثمانين ذراعاً ، وعرضها خمسين ، وارتفاعها ثلاثين ، والذراع إلى المنكب ، وهذا أشهر الروايات ، وقيل غير ذلك ، وقد تقدم في هود ، وجعلها ثلاث طباق السفلى للسباع والهوام ، والوسطى للدواب والأنعام ، والعليا للإنس . قوله : { فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } أي ابتداء ظهوره . قوله : { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } عطف بيان لمجيء الأمر . روي أنه قيل لنوح عليه السلام : إذا فار الماء من التنور ، فاركب أنت ومن معك ، وكان تنور آدم عليه السلام من حجر تخبز فيه حواء ، فصار إلى نوح ، فلما نبع منه الماء ، أخبرته امرأته فركبوا ، واختلف في مكانه ، فقيل كان بمسجد الكوفة ، على يمين الداخل مما يلي كندة اليوم ، وقيل كان في عين وردة من الشام . قوله : ( علامة لنوح ) أي على ركوب السفينة . قوله : { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ } أي غير البشر ، لما يأتي أنه أدخل فيها من البشر سبعين أو ثمانين . قوله : ( وغيرهما ) أي من كل ما يلد أو يبيض ، بخلاف ما يتولد من العفونات كالدود والبق ، فلم يحمله فيها . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( بالتنوين ) أي فحذف ما أضيف إليه كل ، وعوض عن التنوين . قوله : ( أي زوجته ) أي المؤمنة لأنه كان له زوجتان ، إحداهما مؤمنة فأخذها معه في السفينة ، والأخرى كافرة تركها ، وهي أم ولده كنعان . قوله : ( وهو زوجته ) أي الكافرة . قوله : ( بخلاف سام ) أي وهو أبو العرب ، وحام أبو السودان ، ويافث هو أبو الترك . قوله : ( ستة رجال ) أي فالجملة اثنا عشر . قوله : ( بترك إهلاكهم ) متعلق بتخاطبني . قوله : { إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } أي محكوم عليهم بالغرق . قوله : ( وإهلاكهم ) أي ونجانا من إهلاكهم . قوله : { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً } الخ ، العبرة بعموم اللفظ ، فهذا الدعاء ينبغي قراءته لكل من نزل في محل يريد الاقامة فيه . قوله : ( عند نزولك من الفلك ) أي حين استوت على الجودي ، وكان يوم عاشوراء ، وابتداء ركوبه السفينة ، كان لعشر خلون من رجب ، فكان مكثهم في السفينة ستة أشهر . قوله : ( بضم الميم ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وظاهره أن الوجهين على قراءة ضم الميم وليس كذلك . بل كل من الوجهين يتأتى على كل من القراءتين . قوله : { مُّبَارَكاً } ( ذلك لانزال ) تفسير للضمير في مباركاً ، والوجهان لكل من الضم والفتح . قوله : { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } { إِن } مخففة واللام فارقة ، والمعنى وإننا كنا معاملين قوم نوح معالمة المختبر لننظر ، هل يتبعونه ويتعظون بوعظه .