Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 49-52)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي قومه بني اسرائيل ) أشار بذلك إلى أن الضمير في { لَعَلَّهُمْ } راجع لقوم موسى لا لفرعون وقومه ، لأن التوراة إنما جاءته بعد هلاك فرعون وقومه . ( جملة واحدة ) إما راجع لقوله : ( وأوتيها ) أو راجع لهلاك فرعون وقومه . قوله : ( لأن الآية فيهما واحدة ) أي لأن ودلاته من غير أب أمر خارق للعادة ، فيصح نسبته لها وله . قوله : { وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ } سبب ذلك ، أن ملك ذلك الزمان ، كان أراد أن يقتل عيسى ، فهربت به أمه إلى تلك الربوة ومكثت بها اثنتي عشرة سنة ، حتى هلك ذلك الملك . قوله : ( وهو بيت المقدس ) هو أعلى مكان من الأرض ، لأنه يزيد على غيره في الارتفاع ثمانية عشر ميلاً ، فهو أقرب الباقع إلى السماء . قوله : { وَمَعِينٍ } اسم مفعل من عان يعين فهو معين ، وأصله معيون كمبيوع ، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان ، حذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وكسرت العين لتصح الياء . قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } خطاب لجميع الرسل على وجه الإجمال ، فليس المراد أنهم خاطبوا بذلك دفعة واحدة ، بل المراد خوطب كل رسول في زمانه بذلك . بأن قيل مثلاً لكل رسول : كل من الطيبات واعمل صالحاً ، إني بما تعمل عليهم ، وحكمة خطاب النبي بها على سبيل الإجمال ، التشنيع على رهبانية النصارى ، حيث يزعمون أن ترك المستلذات مقرب إلى الله ، ف رد الله عليهم بأن المدار على أكل الحلال وفعل الطاعات . قوله : ( الحلالات ) أي مسلتذات أم لا . قوله : { وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً } أي شكراً على تلك النعم ، لتزدادوا بها قرباً من ربكم . قوله : ( فأجازيكم عليه ) أي إن خيراً فيخر ، وإن شراً فشر ، فالآية ، فيها ترغيب وترهيب . قوله : { وَ } ( اعلموا ) { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ } قدر المفسر لفظ ( اعلموا ) إشارة إلى أن { إِنَّ } بفتح الهمزة معمولة لمحذوف و { هَـٰذِهِ } اسمها ، و { أُمَّتُكُمْ } خبرها ، وأمة حال ، وواحدة صفة له . قوله : ( دينكم ) أشار بذلك إلى أن المراد بالأمة الدين ، والمراد به العقائد ، لأنها هي التي اتحدت في جميع الشرائع ، وأما الأحكام الفرعية ، فقد اختلفت باختلاف الشرائع . قوله : ( وفي قراءة بتخفيف النون ) أي والهمزة مفتوحة ، والعامل مقدر كما في المشددة ، واسمها ضمير الشأن ، و { هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ } مبتدأ وخبر ، والجملة خبر { إِنَّ } . قوله : ( استئنافاً ) أي فهو إخبار من الله ، بأن جميع الشرائع متفقة الأصول ، والقراءات الثلاث سبعيات . قوله : { فَٱتَّقُونِ } أي افعلوا ما أمرتكم به واتركوا ما نهيتكم عنه .