Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 53-61)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ } أي جعلوا دينهم فرقاً ، فلذلك صاروا فرقاً مختلفة ، كاليهود والنصارى والمجوس ، وغير ذلك من الأديان الباطلة . قوله : { زُبُراً } جمع زبور بمعنى فريق . قوله : { فَرِحُونَ } أي لاعتقادهم أنهم على الحق . قوله : { فَذَرْهُمْ } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والضمير لكفار مكة ، كما أشار لذلك المفسر ، وهو تسلية له . قوله : { فِي غَمْرَتِهِمْ } مفعول ثان لذرهم ، أي مستقرين فيها ، والغمرة في الأصل الماء الذي يغمر القامة ، ثم استعير ذلك للجهالة ، والغمر بالضم يقال لمن لم يجرب الأمور ، والغمر بالكسر الحقد . قوله : { مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } بيان لما . قوله : { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } إضراب انتقالي ، أي لا يعلمون أن توسعة الدنيا ليست نائشة عن الرضا عليهم ، بل استدراج لهم ، قال تعالى : { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً } [ آل عمران : 178 ] . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم } { ٱلَّذِينَ } اسم { إِنَّ } ، و { هُم } مبتدأ ، و { مُّشْفِقُونَ } خبره و { مِّنْ خَشْيةِ } متعلق بمشفقون ، وكذا يقال فيما بعده . قوله : { مُّشْفِقُونَ } الإشفاق الخوف مع زيادة التعظيم ، فهو أعلى من الخشية ، وهذه الأوصاف متلازمة من اتصف بواحد منها لزم منه الاتصاف بالباقي . قوله : ( القرآن ) أي وغيره من باقي الكتب السماوية . قوله : ( يعطون ) أشار بذلك إلى أن قوله : { يُؤْتُونَ } من الإيتاء وهو الإعطاء . قوله : { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } الجملة حالية من فاعل { يُؤْتُونَ } أي والحال أن قلوبهم خائفة من عدم قبول أعمالهم الصالحة ، لما قام بقلوبهم من جلال الله وهيبته وعزته واستغنائه ، ولذا ورد عن أبي بكر الصديق أنه قال : لا آمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمي داخل الجنة والأخرى خارجها ، وكان كثير البكاء من خشية الله ، حتى أثرت الدموع في خديه . قوله : ( يقدر قبله لام الجر ) أي فيكون تعليلاً لقوله : { وَجِلَةٌ } . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } هذه الجملة خبر عن قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ } وما عطف عليه ، فاسم { إِنَّ } أربع موصولات ، وخبرها جملة { أُوْلَـٰئِكَ } الخ . قوله : { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } الضمير قيل للخيرات وقيل للجنة وقيل للسعادة ، وقوله : ( في علم الله ) أي كتبوا سابقين في علم الله ، فظهر فيهم مقتضى سابقية العلم .