Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 62-66)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } أي تفضلاً منه سبحانه وتعالى ، وإلا فلا يسأل عما يفعل ، وأتى بهذه الآية عقب أوصاف المؤمنين ، إشارة إلى أن تلك الأوصاف في طاقة الإنسان ، وكذا جمع التكاليف التي افترضها الله على عباده فعلاً أو تركاً ، وهذا لمن وفقه الله وكشف عنه الحجب ، وأما المحجوب فيرى التكاليف ثقيلة يشق عليه تعاطيها . قال بعض العارفين : @ إذا رفع الحجاب فلا ملالة لتكليف الإله ولا مشقة @@ قوله : ( عندنا ) أي عندية رتبة ومكانة واختصاص . قوله : { يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } أي يبين أعمال العباد خيرها وشرها . قوله : ( بما عملته ) الضمير عائد على النفس المتقدم ذكرها . قوله : { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } الجمع باعتبار العموم المستفاد من لفظ نفس ، لأنه نكرة في سياق النفي . قوله : ( فلا ينقص من ثواب أعمال الخير ) أي لأن الأعمال كلها والجزاء عليها مثبتة في اللوح المحفوظ ، وهو مطابق لما في علم الله . قوله : { بَلْ قُلُوبُهُمْ } رجوع لأحوال الكفار . قوله : { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ } أي سيئة . قوله : { مِّن دُونِ ذٰلِكَ } أي غير ما ذكر للمؤمنين . والمعنى أن الكفار لهم أعمال مضادة ومخالفة لأوصاف المؤمنين المتقدمة قوله : { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } أي مستمرون عليها . قوله : ( ابتدائية ) أي تبتدأ بعدها الجمل . قوله : { إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ } { إِذَآ } ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه و { إِذَآ } الثانية للمفاجأة قائمة مقام الفاء . قال ابن مالك : @ وتخلف الفاء إذا المفاجأة كأن تجد إذا لنا مكافأة @@ قوله : ( أغنياءهم ورؤساءهم ) أي كأبي جهل وأضرابه من صناديدهم . قوله : { يَجْأَرُونَ } أي يصرخون ويبتلهون ، أو يستغيثون ويلتجئون في كشف العذاب عنهم ، ومع ذلك فلا ينفعهم . قوله : ( يقال لهم ) الأقرب أن ذلك عند قبض أرواحهم ، حين تأتيهم الملائكة بالمطارق ، من نار يضربون بها وجوههم وأدبارهم ، وقيل إنه يوم القيامة حين يعذبون في النار . قوله : { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي } الخ ، تعليل لما قبله . قوله : { تَنكِصُونَ } من باب جلس ودخل ، فهو بكسر الكاف وضمها . قوله : ( ترجعون قهقرى ) أي إلى جهة الخلف ، وهو كناية عن إعراضهم عن الإيمان .