Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 71-77)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( عادة ) المناسب أن يقول عقلاً ، لأن وجود الشريك يقضي بفساد العالم عقلاً لا عادة . قوله : { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } اضراب انتقال ، والمعنى كيف يكرهون الحق ، مع أن القرآن أتاهم بتشريفهم وتعظيمهم ؟ فاللائق بهم الانقياد له وتعظيمه ، والعامة على قصر { أَتَيْنَاهُمْ } وقرئ بالمد بمعنى أعطينا ، وحينئذ فالباء إما زائدة وذكرهم مفعول ثاني ، أو المفعول ، وقرئ بالقصر مع تاء المتكلم أو تاء المخاطب ، وقوله : { بِذِكْرِهِمْ } هكذا قرأ العامة ، وقرئ شذوذاً بذكراهم بألف التأنيث ، ونذكرهم بنون العظمة . قوله : { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً } راجع لقوله : { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ } [ المؤمنون : 70 ] وما بينهما اعتراض . قوله : { خَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ } تعليل لنفي السؤال المستفاد من الإنكار . قوله : ( أجره وثوابه ) أي في الآخرة ، وقوله : ( ورزقه ) أي في الدنيا ، فهذه الأمور كالخراج من حيث إن الله تفضل بها لعبيده فلا يتركها أبداً . قوله : ( وفي قراءة خرجاً في الموضعين ) الخ ، أي فالقراءات الثلاث سبعيات ، لكن الأولى أبلغ ، من حيث إنه عبر في حق الله بالخراج المفيد للتكرار ، وفي حق العبيد بالخراج المفيد عدم التكرار ، والمماثلة في القراءتين الباقيتين للمشاكلة . قوله : ( وأجر ) بالقصر من باب ضرب ونصر ، وبالمد أي أثاب . قوله : { عَنِ ٱلصِّرَاطِ } متعلق بناكبون . قوله : ( عادلون ) أي زائغون ومنحرفون . قوله : { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ } الخ قال الأشياخ : الأظهر أن هذه الآية واللتين بعدها إلى { مُبْلِسُونَ } مدنيات ؛ وسبب ذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة ، دعا على أهل مكة بقوله : " اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف " فقحطوا حتى أكلوا العلهز ، وهو بعين مسكروة ولام سكانة وهاء وزاي معجمة ، شيء كانوا يتخذونه من الدم ووبر الابل في سني المجاعة ، فجاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال : أنشدك الله والرحم ، ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين ؟ قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع . فنزلت الآية . قوله : { لَّلَجُّواْ } اللجاج التمادي والاستمرار على العناد في تعاطي الفعل المنهي عنه . قوله : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ } تأكيد لما قبله . قوله : { فَمَا ٱسْتَكَانُواْ } أصله استكونوا ، نقلت حركة الواو إلى ما قبلها ، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت الفاً ، والمعنى لم يحصل منهم تواضع ورجوع إلى الله في الماضي . ولم يحصل التجاء إلى الله في المستقبل . قوله : ( ابتدائية ) أي تبتدأ بعدها الجمل . قوله : { إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ } { إِذَا } شرطية ، و { إِذَا } الثانية رابطة للجواب ، قائمة مقام الفاء . قوله : ( آيسون ) أي فالإبلاس اليأس ، ومنه إبليس ليأسه من رحمة الله .