Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 78-91)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ } الخ ، خطاب للخلق عموماً ، قصد به تذكير النعم للمؤمنين ، والتوبيخ للكافرين ، حيث لم يصرفوا النعم في مصارفها ، لأن السمع خلق ليسمع به ما يرشد ، والبصر ليشاهد به الآيات الدالة على كمال أوصاف الله ، والقلوب بمعنى العقول ، ليتأمل بها في مصنوعات الله ، فمن لم يصرف تلك النعم في مصارفها ، فهو بمنزلة عادمها ، قال تعالى : { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ } [ الأحقاف : 26 ] وأفرد السمع وجمع الأبصار . قوله : ( تأكيد للقلة ) أي لفظ ما تأكيد للقلة المستفادة من التنكير ، والمعنى شكراً قليلاً ، وهو كناية عن عدمه . قوله : ( تبعثون ) أي تحيون بعد الموت . قوله : { وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي خلقاً وإيجاداً . قوله : ( بالسواد والبياض ) لف ونشر مرتب . قوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، أي أغفلتم فلا تعقلون أن القادر على إنشاء الخلق ، قادر على اعادتهم بعد الموت ؟ قوله : { بَلْ قَالُواْ } أي كفار مكة . قوله : { مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } أي من قوم نوح وهود وصالح وغيرهم . قوله : ( لا ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : ( وادخال الف بينهما ) أي وترك الإدخال ، فالقراءات أربع سبعيات في الثاني . وثلاث في الأول بترك الإدخال بين المحققين . قوله : { لَقَدْ وُعِدْنَا } وعد فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل هو الضمير المتصل و { نَحْنُ } توكيد له ، و { وَآبَآؤُنَا } معطوف على الضمير المتصل ، فهو نائب فاعل أيضاً ، وقوله : { هَـٰذَا } مفعول ثان لوعد ، ونائب الفاعل مفعول أول ، والأصل وعدنا الآن محمد بالبعث ، ووعد غيره آباءنا من قبلنا به ، وقدم المرفوع الذي هو نائب الفاعل هنا ، وعكس في النمل تفنناً وإشارة إلى أنه يجوز الأمران . قوله : { قُل } ( لهم ) أي لأهل مكة المنكرين للبعث . قوله : ( من خلق ) أي المخلوقات عقلاء وغيرهم . قوله : { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } شرط حذف جوابه والتقدير فأخبروني بخالقهما . قوله : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } إخبار من الله بما يقع منهم في الجواب قبل وقوعه . قوله : ( بإدغام التاء ) أي بعد قلبها دالاً فذالاً وتسكينها . قوله : ( الكرسي ) المناسب إبقاءه على ظاهره ، فإن العرش على التحقيق غير الكرسي . قوله : ( والتاء للمبالغة ) أي وكذا الواو ، فهما زائدتان ، كزيادتهما في الرحموت والرهبوت من الرهبة والرحمة . قوله : ( يحمي ولا يحمى عليه ) الأول بفتح الياء كيرمي والثاني بضمها . والمعنى يمنع ويحفظ من أراد حفظه ، ولا يمنع منه أحد ، ولا ينصر من أراد خذلانه . قال تعالى : { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ } [ آل عمران : 160 ] . قوله : ( وفي قراءة الله بلام الجر ) أي وهو لمعظم السبعة . قوله : ( في الموضعين ) أي الأخيرين ، وأما جواب السؤال الأول فهو باللام باتفاق السبعة ، ولم يقرأ بدونها أحد . قوله : ( نظراً إلى أن المعنى ) أي فلام الجر مقدرة في السؤال ، فظهرت في الجواب نظراً للمعنى ، وأما على قراءة إسقاطها فباعتبار مراعاة لفظ السؤال ، لأنه لا فرق بين قوله : من رب السماوات ، وبين لمن السماوات ، كقولك : من رب هذه الدار ؟ فيقال : زيد ، وإن شئت قلت لزيد ، لأن السؤال لا فرق فيه ، بين أن يقال لمن هذه الدار ، أو من ربها . قوله : { قُلْ فَأَنَّىٰ } أي فكيف { تُسْحَرُونَ } . قوله : ( عبادة الله ) بدل من الحق فهو بالجر قوله : ( أي كيف يخيل لكم ) أشار بذلك إلى أن المراد بالسحر ، التخيل والوهم لا حقيقته . قوله : ( في نفيه ) أي الحق . قوله : { مِن وَلَدٍ } { مِن } زائدة في المفعول ، وقوله : { مِنْ إِلَـهٍ } { مِنْ } زائدة في أسم { كَانَ } . قوله : ( أي لو كان معه إله ) أشار بذلك إلى أن قوله : { إِذاً لَّذَهَبَ } جواب لشرط محذوف وهو لو الامتناعية ، علم من قوله : { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } ، وتقدم تحقيق الكلام في هذا البرهان في سورة الأنبياء . قول : ( كفعل ملوك الدنيا ) كلامه يقتضي أن هذا أمر عادي لا إلزام قطعي ، وهو خلاف التحقيق ، بل التحقيق أنه دليل عقلي قطعي .