Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 92-103)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } هذا دليل آخر على الوحدانية كأنه قال : الله عالم الغيب والشهادة ، وغيره لا يعلمهما ، فغيره ليس إله . قوله : ( بالجر صفة ) أي للفظ الجلالة أو بدل منه ، وقوله : ( والرفع خبر ) هو مقدراً ، أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } عطف على معنى ما تقدم كأنه قال : علم الغيب فتعالى . قوله : { قُل رَّبِّ } الخ ، هذا أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكيفية دعاء يتخلص به من عذابهم وهو مجاب ، لأن الله ما أمره بدعاء إلا استجاب له . قوله : ( إن ما ) { تُرِيَنِّي } ( إن ) شرطية ، و ( ما ) زائدة ، و { تُرِيَنِّي } فعل الشرط ، والنون للوقاية ، والياء مفعول أول ، و { مَا } مفعول ثان ، و { يُوعَدُونَ } صلة { مَا } ، و { رَبِّ } تأكيد للأول ، وقوله : { فَلاَ تَجْعَلْنِي } الخ ، جواب الشرط . قوله : ( بالقتل ببدر ) أي وهو الذي رآه بالفعل . قوله : ( فأهلك بهلاكهم ) أي لأن شؤم الظالم قد يعم غيره . إن قلت : إن رسول الله معصوم من جعله مع القوم الظالمين ، فكيف أمره الله بهذا الدعاء ؟ أجيب : بأنه أمر بذلك اظهاراً للعبودية ، وتواضعاً لربه وتعظيماً لآجره ، وليكون في جميع الأوقات ذاكراً لله تعالى . قوله : { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ } الخ ، إن حرف توكيد ونصب ، ونا اسمها ، والجار والمجرور متعلق بقادرون ، و { مَا } واقعة على العذاب ، وقادرون خبر إن ، واللام للابتداء زحلقت للخبر ، والمعنى : وإنا لقادرون على أن نريك العذاب الذي نعدهم به . قوله : ( أي الخصلة ) الخ ، أشار بذلك إلى أن التي صفة لموصوف محذوف ، وقوله : ( من الصفح ) الخ ، بيان للخصلة التي هي أحسن . قوله : ( وهذا قبل الأمر بالقتال ) أي فهو منسوخ ، ويحتمل أن المعنى { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ولو في حال القتل كأن الله يقول : إذا قدرت عليهم فاصفح عنهم ، ولا تعاملهم بما كانوا يعمالونك به ، حينئذ فتكون الآية محكمة ، وقد حصل منه هذا الأمر عند فتح مكة . قوله : { وَقُلْ رَّبِّ } أي في كل وقت ، لأن العصمة والحفظ من الشيطان أمرها عظيم جداً ، وهو وإن كان معصوماً ، فالمقصود تعليم أمته ، واظهار الالتجاء لربه . قوله : { مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ } جمع همزة وهي النخسة . قوله : ( نزغاتهم ) أي افسادتهم ، والمعنى اتحصن بك من وساوس الشيطان . قوله : { وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ } كرر ذلك للمبالغة والاعتناء بهذه الاستعاذة . قوله : ( ابتدائية ) أي تبتدأ بعدها الجمل ، أشارة إلى أن هذا الكلام منقطع عما قبله ، قصد به وصف حال الكافر بعد موته . قوله : ( الجمع للتعظيم ) جواب عما يقال : لم لم يقل رب ارجعني بالإفراد ، مع أن المخاطب واحد ؟ وأجيب أيضاً : بأن الواو لتكرير الطلب كأنه قال : ارجعن ارجعن ارجعن ، أو الجمع باعتبار الملائكة الذين يقبضون روحه ، كأنه استغاث بالله أولاً ، ثم رجع إلى طلب الرجوع إلى الدنيا من الملائكة . قوله : ( يكون ) { فِيمَا تَرَكْتُ } أي بدلاً عنه . قوله : ( أي لارجوع ) أشار بذلك إلى أن { كَلاَّ } هنا معناها النفي ، ومع ذلك فيها معنى الردع والزجر . قوله : ( أي رب ارجعون ) أي وما بعدها . قوله : { وَمِن وَرَآئِهِمْ } الجمع باعتبار معنى أحد . قوله : { بَرْزَخٌ } هو المدة التي من حين الموت إلى البعث ، والمعنى أن بينهم وبين الرجعة حجاباً ومانعاً من الرجوع وهو الموت ، إذا علمت ذلك ، فالأموات لا تعود أجسامهم في الدنيا بأرواحهم كما كانوا أبداً وإنما يبعثون يوم القيامة ، لا فرق بين الأنبياء وغيرهم ، وما ورد عن بعض الصالحين ، من أنهم يجتمعون بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة ، فالمراد أن روحه الشريفة ، تشكلت بصورة جسده الشريف ، وكذا يقال في الأولياء والشهداء ، لأن أرواح المطيعين مطلقة غير محبوسة ، وأما الكفار فأرواحهم محبوسة لا تسعى في الملكوت . قوله : ( ولا رجوع بعده ) أي يوم البعث . قوله : ( النفخة الأولى ) هو قول ابن عباس ، وقوله : ( أو الثانية ) هو قول ابن مسعود . قوله : ( يتفاخرون بها ) جواب عما يقال : إن الأنساب ثابتة بينهم لا يصح نفيها ، فأجاب : بأن المعنى لا أنساب بينهم لا يتفاخرون بأنسابهم . وأجيب أيضاً : بأن معنى لا أنساب بينهم ، لا أنساب تنفعهم ، لزوال التراحم والتعاطف من شدة الحسرة والدهشة . قوله : ( خلاف حالهم في الدنيا ) أي لأنهم كانوا يسألون عن بعضهم في الدنيا . قوله : ( لما يشغلهم من عظم ) علة لقوله : { وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } ودفع بذلك ما يقال : كيف الجمع بين هذه الآية وآية { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } [ الصافات : 27 ] فجمع المفسر بأن القيامة مواطن مختلفة ، وهذا مبني على أن المراد النفخة الثانية ، وأما على أن المراد النفخة الأولى ، فوجه الجمع أن نفي السؤال ، إنما هو عند النفخة الأولى لموتهم حينئذ وإثباته ، وإنما هو بعد النفخة الثانية . قوله : { مَوَازِينُهُ } الجمع إما للتعظيم أو باعتبار الموزون . قوله : ( بالحسنات ) الباء سببية أي بسبب ثقل الحسنات . قوله : ( بالسيئات ) أي بسبب ثقل السيئات ، والمعنى فمن رجحت حسناته { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } ، ومن رجحت سيئاته { فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } الخ . قوله : ( فهم ) { فِي جَهَنَّمَ } أشار المفسر إلى أن قوله : { فِي جَهَنَّمَ } خبر لمحذوف .