Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 26-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ } كلام مستأنف سيق لتأكيد البراءة لعائشة ، وتقبيحاً على من تكلم فيها . والمعنى أن المجانسة من دواعي الانضمام ، فالخبيث لا يكاد يألف غير جنسه ، والطيب كذلك ، وهو بمعنى قولهم : وكل إناء بالذي فيه ينضح . قوله : { وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ } الإشارة بذلك لرسول الله وعائشة ، أي فحيث كان رسول الله أطيب الطيبين ، تبين بذلك أن عائشة من أطيب الطيبات . ( من الناس ومن الكلمات ) هذان قولان في تفسير { ٱلْخَبِيثَاتُ } وقوله : ( مما ذكر ) أي من الناس والكلمات . قوله : ( أي اللائق بالخبيث مثله ) أي من نساء أو كلمات . قوله : ( وقد افتخرت عائشة بأشياء ) منها أن جبريل عليه السلام ، أتى بصورتها في سرقة حرير وقال : هذه زوجتك ، ويروى أنه أتى بصورتها في راحته ، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرها وفي يومها ، ودفن في بيتها وكان ينزل الوحي عليه وهي معه في اللحاف ، ونزلت براءتها من السماء ، وأنها ابنة الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلقت طيبة ، ووعدت مغفرة ورزقاً كريماً ، وفي القرطبي قال بعض أهل التحقيق : إن يوسف عليه الصلاة والسلام لما رمي بالفاحشة ، برأه الله على لسان صبي في المهد ، وإن مريم لما رميت بالفحشاء ، برأها الله على لسان ولدها عيسى عليهما السلام ، وإن عائشة لما رميت بالفحشاء ، برأها الله بالقول ، فما رضي لها براءة صبي ولا نبي ، وحتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان . انتهى .