Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 58-59)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ } اختلف في الأمر ، فقيل للوجوب وقيل للندب ، والأمر متعلق بالمخدومين لا بالخدم . وسبب نزول هذه الآية : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث غلاماً من الأنصار يقال له مدلج بن عمرو ، إلى عمر بن الخطاب ليدعوه ، فدعاه فوجده نائماً وقد أغلق عليه الباب ، فدق الغلام عليه الباب فناداه ودخل ، فاستيقظ عمر فانكشف منه شيء ، فقال عمر : وددت أن الله نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا في هذه الساعات إلا بإذن ، ثم انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد هذه الآية قد نزلت ، فخر ساجداً شكراً لله تعالى . قوله : ( وعرفوا أمر النساء ) أي ميزوا بين العورة وغيرها . قوله : ( في ثلاثة أوقات ) أشار بذلك إلى أن قوله : { ثَلاَثَ مَرَّاتٍ } منصوب على الظرفية . قوله : { مِّن قَبْلِ صَـلَٰوةِ ٱلْفَجْرِ } أي لأنه وقت القيام من النوم ، ولبس ثياب اليقظة . قوله : { وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ } أي التي تلبس في اليقظة ، تضعونها لأجل القيلولة . قوله : { مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ } أي من أجل الظهيرة ، وهي شدة الحر . قوله : { وَمِن بَعْدِ صَلَٰوةِ ٱلْعِشَآءِ } أي لأنه وقت التجرد من الثياب والنوم في الفراش . قوله : ( بالرفع ) أي وعليه فالوقف على قوله : { ٱلْعِشَآءِ } . قوله : ( أي هي أوقات ) الخ أي فالأصل أوقات ثلاث عورات ، حذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه . قوله : ( وبالنصب ) أي وعليه فالوقف على { لَّكُمْ } والقراءتان سبعيتان . قوله : ( وهي لإلقاء الثياب ) مبتدأ ، وقوله : ( تبدو فيها العورات ) خبره . قوله : { عَلَيْكُمْ } أي في تمكينكم أياهم من الدخول عليكم . قوله : { وَلاَ عَلَيْهِمْ } أي في الدخول لعدم تكليفهم . قوله : ( هم ) { طَوَٰفُونَ } خبر لمحذوف . قوله : { عَلَىٰ بَعْضٍ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر عن قوله : { بَعْضُكُمْ } قدر المفسر بقوله : ( طائف ) . قوله : ( والجملة مؤكدة لما قبلها ) وقيل ليست مؤكدة ، لأن المعنى الأطفال والمماليك يطوفون عليكم للخدمة ، وأنتم تطوفون عليهم للاستخدام ، فلو كلفتم الاستئذان في هذه الأوقات وغيره ، لضاق الأمر عليكم ، فقوله : { بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } فيه زيادة على ما قبله . قوله : ( وآية الاستئذان ) أي قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ } الخ ، قوله : ( قيل منسوخة ) أي لما روي : أن نفراً من العراق قالوا لابن عباس : كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا بها ، ولا يعمل بها أحد ؟ فقال ابن عباس : إن الله عليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر ، وكان الناس ليس لبيوتهم ستورولا حجاب ، فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيم الرجل والرجل على أهله . فأمر الله بالاستئذان في تلك العورات ، فجاءهم الله بالستور والحجب ، فلم أر أحداً يعمل بذلك بعد . قوله : ( وقيل لا ) أي كما روي عن سعيد بن جبير حيث قال : يقولون نسخت ، والله ما نسخت ولكن مما تهاون بها الناس . قوله : ( ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان ) أي لكثرة الغطاء والوطاء ، ومع ذلك فالمناسب تعليم الاستئذان في هذه الأوقات للصبيان والمماليك ، ليكونوا متخلقين بالأخلاق الجميلة . قوله : { وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ } مقابل لقوله : { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ } . قوله : { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي الذين ذكروا في قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ } [ النور : 27 ] الآية . قوله : { آيَاتِهِ } أي أحكامه . قوله : { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي بأمور الخلائق ، فالذي ينبغي التخلق بأخلاق الشرع ، ولا يعول إنسان على ما يعلمه من صيانة حريمه ، ويترك آداب الشرع .