Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 12-15)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِذَا رَأَتْهُمْ } أي حقيقة بعينها لما في الحديث : " من كذب علي متعمداً ، فليتبوأ بين عيني جهنم مقعداً ، قيل يا رسول الله أولها عينان ؟ قال أما سمعتم الله عز وجل يقول : { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } يخرج عنق من النار له عينان يبصران ، ولسان ينطق فيقول : " وكلت بمن جعل مع الله إلهاً آخر ، فلهو أبصر به من الطير يحب السمسم فيلتقطه " وفي رواية : " يخرج عنق من النار يوم القيامة ، له عينان يبصران ، وأذنان يسمعان ، ولسان ينطق يقول : إني وكلت بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلهاً آخر ، وبالمصورين " . وهذا مذهب أهل السنة ، وقالت المعتزلة : الكلام على حذف مضاف ، أي رأت زبانيتها بناء منهم على أن الرؤية مشروطة بالحياة . قوله : { مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } قبل مسيرة سنة ، وقيل مائة سنة ، وقيل خمسمائة سنة . قوله : ( أو سماع التغيظ رؤيته وعلمه ) أشار بذلك إلى أن السماع ليس على حقيقته ، بل المراد منه الرؤية والعلم . وأجيب أيضاً : بأن المراد سماع ما يدل عليه وهو الغليان ، وقد أفاده أولاً ، فتحصل أن المفسر أجاب بجوابين . قوله : { وَإَذَآ أُلْقُواْ } أي طرحوا . قوله : { مَكَاناً } منصوب على الظرفية أي في مكان . قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( بأن يضيق عليهم ) أي كضيق الحائط على الوتد الذي يدق فيه بعنف . قوله : ( لأنه في الأصل صفة له ) أي وهو نكرة ، ومن المعلوم أن نعت النكرة إذا تقدم عليها يعرب حالاً ، كقول الشاعر : @ لمية موحشاً طلل @@ والأصل لمية طلل موحش . قوله : { مُّقَرَّنِينَ } حال من الواو في { أُلْقُواْ } والتقرين تقييد الأرجل وجمع الأيدي والأعناق في السلاسل . قوله : ( مصفدين ) من التصفيد وهو الشد والإيثاق بالقيود . قوله : { دَعَوْاْ هُنَالِكَ } أي في ذلك المكان . قوله : { ثُبُوراً } أي فيقولون : يا ثبوراه ، هذا أوانك فاحضر ، لأنه أخف مما هم فيه . قوله : ( فيقال لهم ) أي على سبيل التهكم والسخرية بهم . قوله : { ثُبُوراً وَاحِداً } أي مرة واحدة . قوله : ( كعذابكم ) تشبيه في الكثرة ، وفي نسخة باللام ، أي لأجل دوام عذابكم وكثرته ، فينبغي أن يكون دعاؤكم كذلك . قوله : { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ } الاستفهام للتوبيخ والتقريع ، وإلا فليس في النار خير . قوله : ( في علمه تعالى ) جواب عما يقال : إنها لم تكن جزاء ومصيراً الآن ، فأجاب : بأن المعنى قد سبق علم الله ، بأنها تكون لهم جزاء ومصيراً . قوله : ( مرجعاً ) أي مستقراً .