Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 8-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ } بالتاء في قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بالياء ، لأن تأنيث الجنة مجازي . قوله : { وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ } إظهار في موضع الإضمار ، للإشعار بوصف الظلم وتجاوز الحد فيما قالوا : قوله : ( مخدوعاً مغلوباً على عقله ) أي فالمراد بالسحر الاختلال في العقل ، من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم . قوله : { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستفهام التعجبي ، أي تعجب يا محمد من وصف هؤلاء لك بتلك الأوصاف التي كانت سبباً في ضلالهم . قوله : { فَضَلُّواْ } ( بذلك ) أي ضرب الأمثال . قوله : ( عن الهدى ) أي الحق . قوله : { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً } أي لا يقدرون على الوصول إلى الهدى ، لما طبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم . قوله : { تَبَارَكَ } اعلم أن هذا الوصف جامع لكل كمال مستلزم لنفي كل نقص ، وحينئذ فيحسن تفسيره في كل مقام بما يناسبه ، فلما كان ما تقدم من مقام تنزيه فسره بتعالى ، ولما كان ما هنا مقام إعطاء ، فسره بتكاثر خيره ، ولما كان ما يأتي في آخر السورة مقام عظمة وكبرياء ، فسره بتعاظم ، وهكذا يقال في كل مقام . قوله : { خَيْراً مِّن ذٰلِكَ } أي مما اقترحوا بأن يعجل لك أعظم من ذلك في الدنيا . قوله : { جَنَّاتٍ } بدل من { خَيْراً } . قوله : ( لأنه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة ) علقة لقوله : ( أي في الدنيا ) والمعنى تكاثر خير الله الذي إن شاء جعل لك خيراً مما تمنوه لك في الدنيا وإنما لم تتعلق إرادة الله به لكونه فانياً ، والله سبحانه وتعالى لم يجعل الفاني جزاء لأحبابه ، لأن الدنيا دار ممر لا مقر ، حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، وحاشاه سبحانه وتعالى ، أن يوقع حبيبه ومن كان على قدمه في الحساب أو العقاب . قوله : ( بالجزم ) أي عطفاً على محل { جَعَلَ } لأنه جواب الشرط ، والمعطوف على الجواب جواب . قوله : ( بالرفع استثناء ) أي أو معطوف على جواب الشرط ، بناء على أنه غير مجزوم لقول مالك : وبعد ماض رفعك الجزم حسن . وإنما لم يجزم لضعف تأثير إن في الشرط . لكونه ماضياً فارتفع ، والقراءتان سبعيتان . قوله : { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ } إضراب انتقالي عن ذكر قبائحهم ، إلى بيان ما لهم في الآخرة من أنواع العذاب . قوله : { وَأَعْتَدْنَا } أي هيأنا وأحضرنا ، وفي هذا دليل على أن النار مخلوقة الآن ، كما أن الجنة كذلك ، لقوله تعالى : { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران : 133 ] . قوله : ( ناراً مسعرة ) بالتشديد والتخفيف .