Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 27-31)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَوْمَ } منصوب باذكر ، أو معطوف على { يَوْمَ يَرَوْنَ } كما تقدم . قوله : { يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ } هو من باب تعب ونفع . والمعنى أن الكافر حين يرى النار ويسمع تغيظها وزفيرها يعض على يديه ، قال عطاء : يأكل الظالم يديه حتى يأكل مرفقيه ، ثم ينبتان ، ثم يأكلهما ، وهكذا كلما نبتت يداه يأكلهما . قوله : ( عقبة بن أبي معيط ) أشار المفسر بذلك إلى أن الآية نزلت في ظالم خاص ، ويقاس عليه كل ظالم ، وهو أحد قولين ، وقيل نزلت في الظالمين عموماً . قوله : ( كان نطق بالشهادتين ) الخ ، " وذلك أنه صنع طعاماً ودعا الناس اليه ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بآكل طعامك ، حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله ، ففعل ، فأكل رسول الله من طعامه ، وكان عقبة صديقاً لأبي ابن خلف ، فلما أخبر بذلك قال له : يا عقبة صبأت ؟ قال : لا ، ولكن دخل علي رجل ، فأبى أن يأكل طعامي إلا أن أشهد له ، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم ، فشهدت له فطعم ، فقال : ما أنا راض عنك حتى تأتيه فتبزق في وجهه ، ففعل عقبة ، فعاد بزاقه على وجهه فحرقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أراك خارج مكة إلا علوت رأسك بالسيف ، فأسر يوم بدر ، فأمر علياً فقتله ، وطعن النبي أبياً بأحد في المبازر ، فرجع إلى مكة ومات " وحكم الآية عام في كل صاحبين اجتمعا على معصي الله تعالى لما روي : " يحشر المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " . قوله : { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي } الجملة حالية من فاعل { يَعَضُّ } . قوله : ( للتنبيه ) أي وليست للنداء ، لأن المنادى شرطه أن يكون اسماً ، وليت حرف تمن أو للنداء ، والمنادى محذوف أي يا قوم . قوله : ( عوض عن ياء الاضافة ) أي وأصله ويلتي بكسر التاء وفتح الياء ، فتحت التاء فتحركت ، وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً ، فيقال في إعرابه ويلتا مضاف ، والألف مضاف اليه في محل جر ، وليس لنا ألف في محل جر ، إلا ما كانت عوضاً عن ياء المتكلم . قوله : { لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } فلان كناية عن علم من يعقل من الذكور ، وفلانة عن علم من يعقل من الإناث . قوله : { لَّقَدْ أَضَلَّنِي } علة لتمنيه ، وأكده باللام القسمية ، إظهاراً لندمه وتحسره ، قوله : ( أي القرآن ) أي وقيل كلمة الشهادة . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن قوله : { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ } الخ ، جملة مستأنفة من كلامه تعالى ، وكلام الظالم تم عند قوله : { جَآءَنِي } . قوله : { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ } أي هو كل عات متمرد صد عن سبيل الله من الجن والإنس . قوله : ( بأن يتركه ) أي يترك نصره . قوله : { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ } عطف على قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } [ الفرقان : 21 ] وما بنيهما اعتراض مسوق لاستعظام ما قالوه ، وبيان ما يحيق بهم في الآخرة من الأهوال ، وهذا القول قيل صدر منه في الدنيا ، وعليه يحمل قول المفسر ( فاصبر كما صبروا ) وقيل سيقع منه في الآخرة حال إقامة الحجة عليهم ، ولذا ورد أنه يقول حين يشاهد نزول العذاب بهم سحقاً . قوله : { مَهْجُوراً } أي فأعرضوا عنه ولم يؤمنوا به ، فهذه الآية وردت في الكفار المعرضين عن القرآن الذين لم يؤمنوا به ، لا فيمن حفظه من المؤمنين ثم نسيه ، وإن كان يعاتب عليه في الآخرة لما ورد : " من تعلم القرآن وعلق مصحفه ، لم يتعاهده ولم ينظر فيه ، جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول : يا رب عندك هذا اتخذني مهجوراً ، اقض بيني وبينه " . قوله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا } الخ ، شروع في تسليته صلى الله عليه وسلم ، والمعنى كما جعلنا قومك يعادونك ويكذبونك ، جعلنا لكل نبي عدواً . قوله : { بِرَبِّكَ } الباء زائدة في الفاعل . قوله : { هَادِياً } أي موصلاً لك إلى الطريق القويم .