Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 35-37)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } شروع في تسليته صلى الله عليه وسلم على مكائد قومه ، بذكر بعض قصص الأنبياء على سبيل الإجمال ، والمعنى لا تحزن يا محمد ، فإن من خالفك وعاندك ، يحل به الدمار ، كما حل بالمخالف من الأمم المتقدمة . قوله : { وَجَعَلْنَا مَعَهُ } معطوف على { آيَاتِنَا } والواو لا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً ، فإن إتيان موسى التوراة ، كان بعد رسالة هارون ، وهلاك فرعون وقومه ، ويمكن أن يجاب عن الآية ، بأن المراد بقوله : { آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } قدرنا له أن يأتيه في علمنا ، فهو إخبار عما سيحصل ، فالماضي بالنسبة لما سبق في علم الله . قوله : { أَخَاهُ } مفعول أول لجعلنا ، و { هَارُونَ } بدل منه ، و { وَزِيراً } مفعول ثان لجلعنا هارون معيناً لموسى ، بوحي مثاله في دعوى القوم إلى التوحيد وإعلاء الكلمة ، فهو نبي ورسول بما جاء به موسى ، بخلاف وزارة علي للنبي صلى الله عليه وسلم المستفادة من قوله عليه الصلاة والسلام له : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " فالمراد منها مطلق الإعانة لا المشاركة في الاتصاف بالرسالة ، فإن من أثبتها لعلي فقد كفر . قوله : { بِآيَاتِنَا } أي أدلة توحيدنا لا خصوص التسع . قوله : { فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } عطف على محذوف قدره المفسر بقوله : ( فذهبا ) الخ . قوله : { لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ } { لَّمَّا } شرطية ، وجوابها قوله : { أَغْرَقْنَاهُمْ } كما قال المفسر . قوله : ( لطول لبثه ) دفع بذلك ما يقال : لم جمع الرسل من أنه رسول واحد وهو نوح ؟ فأجاب بجوابين : الأول أنه جمعه لطول مدته في قومه ، فكأنه رسل متعددة . الثاني أن من كذب رسولاً ، فقد كذب بالرسل . قوله : { وَجَعَلْنَاهُمْ } أي جعلنا هلاكهم وما وقع منهم . قوله : { لِلظَّالِمِينَ } وضع الظاهر موضع المضمر ، تسجيلاً عليهم بوصف الظلم . قوله : ( سوى ما يحل ) أي ينزل بهم ، وهو بهذا المعنى يضم الحاء وكسرها ، بخلاف سائر معانيه ، فهو بالكسر لا غير .