Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 43-45)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَمْ تَحْسَبُ } { أَمْ } منقطعة تفسر ببل ، والهمزة والاستفهام فيها إنكاري . قوله : { أَنَّ أَكْثَرَهُمْ } استفيد منه أن الأقل سمع وعقل فآمن . قوله : { إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلأَنْعَامِ } أي في عدم انتفاعهم بالآيات . قوله : { بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } أي لأن الأنعام تنقاد لمن يتعهدها ، وتمييز من يحسن اليها ممن يسيء اليها ، وتطلب ما ينفعها وتهرب ما يضر بها ، وهؤلاء ليسوا كذلك . قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ } أقام الله سبحانه وتعالى ، أدلة محسوسة على انفراده تعالى بالألوهية ، وذكر منها خمسة : الأول هذا ، والثاني قوله : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً } [ الفرقان : 47 ] ، الثالث قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ } [ الفرقان : 48 ] ، الرابع قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } [ الفرقان : 53 ] ، الخامس قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً } [ الفرقان : 54 ] ، وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل عاقل ، فإن من تأمل في تلك الأدلة حق التأمل ، عرف أن موجدها فاعل مختار منفرد بالكمال . قوله : ( تنظر ) أشار بذلك إلى أن الرؤية بصرية ، فقوله : { كَيْفَ } منصوب بمد على الحال . والمعنى ألم تنظر إلى صنع ربك مد الظل كيف ؟ أي على حالة ، وقدر المفسر ( فعل ) إشارة إلى أن المراد رؤية المصنوعات لا رؤية الذات ، لأن المقصود نصب الأدلة ، ليستدل بها على مؤثرها ، فإن كل صنعة لا بد لها من صانع ، وإن كان يلزم من التفكر في تلك الأشياء رؤية الله بعين القلب ، لأنه لا يغيب عن مخلوقه طرفة عين ، ومن هنا قيل : العارف يرى الله في كل شيء ، فالآثار كالمرآة للناظر ، فمن تأمل فيها رأى مؤثرها ، ولا تحجب إلا من سبقت له الشقاوة . قوله : ( من وقت الأسفار ) الخ ، المناسب أن يقول : من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، إذ هو أحد أقوال ثلاثة للمفسرين ، ثانيها من غروب الشمس إلى طلوعها ، ثالثها من طلوع الشمس إلى أن تزول ، ومن زوالها إلى غروبها ، وأما ما قاله المفسر ، فلم يوافقه عليه أحد من المفسرين ، وهذا الوقت أعني من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، أطيب الأوقات وأفضلها ، ولذا وصفت به الجنة ، قال تعالى : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [ الواقعة : 30 ] وفيه يجد المريض راحته ، والمسافر وكل ذي علة ، وفيه ترد أرواح الأموات منهم إلى الأجساد ، وطيب نفوس الأحياء ، قال أبو العالية : نهار الجنة هكذا ، وأشار إلى ساعة يصلون صلاة الفجر . قوله : { وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً } أي ثابتاً مستقراً لا يذهب عن وجه الأرض . قوله : ( لا يزول بطلوع الشمس ) أي بأن لا تطلع ، فلا يزول بأن يستمر الليل مقيماً ، أو تطلع من غير ضوء . قوله : { ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } أي الشمس دليلاً على الظل ليلاً ونهاراً ، فالمراد بالظل ما قابل نور الشمس ، وكل من الظل ونور الشمس عرض لقيامه بغير ، وأما ذات الشمس فجوهر .