Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 136-147)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ ٱلْوَاعِظِينَ } هذا أبلغ من أن يقولوا أولم تعظ ، لأن المعنى سواء علينا أوعظت ، بأن كنت من أهل الوعظ ، أم لم تكن أصلاً من أهله ، بأن كنت أمياً مثلنا ولست نبياً . قوله : ( أي لا نرعوي لوعظك ) أي لا نرتدع ولا ننكف له . قوله : { إِلاَّ خُلُقُ ٱلأَوَّلِينَ } أي من تقدموا قبلك كشيث ونوح ، فإنهم كانوا يختلقون أموراً فاقتديت بهم ، فاسم الإشارة على هذه القراءة ، راجع لما خوفهم به . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً ، وعليها فاسم الإشارة عائد على معتقدهم ، وهو عدم البعث . قوله : ( أي طبيعتهم وعادتهم ) أي عادة الأولين من قبلنا ، أنهم يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ، ولا بعث ولا حساب . قوله : { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } أي على ما فعلنا من الأعمال . قوله : { فَكَذَّبُوهُ } أي استمروا على تكذيبه . قوله : ( بالريح ) أي الصرصر ، وكانت باردة شديدة الصوت لا ماء فيها ، وسلطت عليهم سبع ليال وثمانية أيام ، أولها من صبح يوم الأربعاء لثمان بقين من شوال ، وكانت في أواخر الشتاء ، وسيأتي بسطها في سورة الحاقة . قوله : { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } أي بل أقلهم كانوا مع هود في حظيرة تنسم عليهم ريح لينة ، حتى مضت تلك المدة ، فأخذهم وهاجروا من تلك الأرض إلى مكة . قوله : { ٱلْعَزِيزُ } أي الغالب على أمره . قوله : { ٱلرَّحِيمُ } أي المنعم على عباده بدقائق النعم . قوله : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ } اسم أبي قبيلة صالح الاعلى ، سميت القبيلة باسمه ، وتسمى أيضاً عاداً الثانية ، وهم ذرية من آمن من قوم هود . قوله : { ٱلْمُرْسَلِينَ } المراد بهم صالح ، وتقدم وجه التعبير بالجمع . قوله : { أَخُوهُمْ } أي في النسب ، لاجتماعهم معه في الأب الأعلى ، وعاش صالح من العمر مائتين وثمانين سنة , وبينه وبين هود مائة سنة . قوله : { أَلا تَتَّقُونَ } تقدم أن { أَلا } أدارة عرض كما في قول الشاعر : @ يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فيما راءٍ كمن سمعا @@ وحكمة التعبير أولاً بالعرض ، تأليف قلوبهم للتوحيد بالكلام اللين ، لقصر عقلهم وجهلهم . قوله : { أَتُتْرَكُونَ } الاستفهام إنكاري توبيخي ، وما اسم موصول بيّنها المفسر بقوله : ( من الخيرات ) وهنا اسم إشارة للمكان القريب ، والمراد دار الدنيا ، والمعنى أتظنون أنكم تتركون في الدنيا متمتعين بأنواع النعم والشهوات ، آمنين من كل مكروه ، ولا تمتحنون بأوامر ونواه ، ولا تحاسبون على شيء فيها ؟ لا تظنوا ذلك ، بل الواجب عليكم ترك الفاني والاشتغال بالباقي . قوله : { جَنَّاتٍ } بدل من قوله : { هَاهُنَآ } بإعادة الجار .