Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 148-159)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَنَخْلٍ } هو اسم جنس جمعي ، واحده نخلة ، يذكر ويؤنث ، وأما النخيل بالياء فمؤنثة اتفاقاً . قوله : { طَلْعُهَا } هو ثمرها في أول ما يطلع كنصل السيف في جوفه شماريخ القنو ، وبعده الاغريض ، ويسمى خلالاً ثم البلح ثم الزهو ثم البسر ثم الرطب ثم التمر ، يجمعها قولك : طاب زبرت ، فأطوار النخيل سبعة كأطوار الإنسان ، ولذا ورد في الحديث : " أكرموا عماتكم النخل " وأفرد النخل بالذكر لفضله على سائر الأشجار . قوله : { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً } أي لطول أعماركم ، فإن السقوف والأبنية كانت تبلى قبل فناء أعمارههم ، لأن الواحد منهم كان يعيش ثلاثمائة سنة إلى ألف . قوله : ( بطرين ) أي لنعم ربكم . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( حاذقين ) أي ماهرين في العمل . قوله : { وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ } الإسناد مجازي في النسبة ، والأصل لا تطيعوا المسرفين في أمرهم . قوله : { ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ } صفة للمسرفين . قوله : { وَلاَ يُصْلِحُونَ } دفع بذلك ما يتوهم أنه يقع منهم الاصلاح في بعض الأوقات . قوله : { مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } أي فكيف تدعي أنك رسول إلينا . قوله : { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ } الإشارة إليها بعد أن خرجت من الصخرة بدعائه كما طلبوا ، عن أبي موسى الأشعري قال : رأيت مبركها فإذا هو ستون ذراعاً في ستين ذراعاً . قوله : { لَّهَا شِرْبٌ } الخ ، أمرهم صالح بأمرين : الأول قوله : { لَّهَا شِرْبٌ } والثاني قوله : { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ } . قوله : ( نصيب من الماء ) أي فهي تشرب منه يوماً ، وأنتم تشربون منه يوماً ، لا تزاحمكم ولا تزاحموها ، وفي يومها تشربون من لبنها . قوله : { فَعَقَرُوهَا } أي يوم الثلاثاء ، وأخذهم العذاب يوم السبت ، وقد جعل لهم علامة على نزول العذاب بهم ، وهو أنهم في اليوم الأول تصفر وجوههم ، ثم تحمر في اليوم الثاني ، ثم تسود في اليوم الثالث . قوله : ( أي عقرها بعضهم ) أي وهو قدار ، وكان قصيراً أزرق ، وكان ابن زنا , ضربها في ساقيها بالسيف . قال السدي وغيره : أوحى الله إلى صالح ، أن قومك سيعقرون ناقتك ، فقال لهم ذلك ، فقالوا : ما كنا لنفعل ، فقال لهم صالح : إنه سيولد في شهركم هذا غلام يعقرها ، ويكون هلاككم على يديه ، فقالوا : لا يولد في هذا الشهر ذكر إلا قتلناه ، فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر ، فذبحوا أبناءهم ، ثم للعاشر فأبى أن يذبح ابنه ، وكان لم يولد له قبل ذلك ، فكان ابن العاشر أزرق أحمر ، فنبت نباتاً سريعاً ، فكان إذا مر بالتسعة فرأوه قالوا : لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا مثل هذا ، وغضب التسعة على صالح ، لأنه كان سبباً لقتلهم أبناءهم ، فتعصبوا وتقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ، فقالوا : نخرج إلى سفر فيرى الناس سفرنا ، فنكمن في غار ، حتى إذا كان الليل وخرج صالح إلى مسجده ، أتيناه فقتلناه ثم قلنا ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ، فيصدقون ويعلمون أنا قد خرجنا إلى سفر ، وكان صالح لا ينام في القرية ، بل كان ينام في المسجد ، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم ، فلما دخلوا الغار ، أرادوا أن يخرجوا ، فسقط عليهم الغار فقتلهم ، فرأى ذلك ناس ممن كان قد اطلع على ذلك ، فصاحوا في القرية : يا عباد الله ، أما رضي صالح أنه أمر بقتل أولادهم حتى قتلهم ، فاجتمع أهل القرية على عقر الناقة . قوله : { نَادِمِينَ } ( على عقرها ) إن قلت : لم لم يرفع عنهم العذاب بسبب ندمهم ؟ أجيب : بأن ندمهم لخوف نزول العذاب فقط ، لا توبة منهم . قوله : { ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } حكمة ختم كل قصة في هذه السورة بهذين الاسمين ، إشارة إلى أن العذاب النازل بالكفار ، لا يغادر منهم أحداً ، والرحمة الحاصلة للمؤمنين ، لا تغادر منهم أحداً ، فكل من مظهر الاسمين ظهر في مستحقه .