Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 13-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } هما بالرفع على الاستئناف ، أو عطف على خبر إن عند السبع ، وقرئ شذوذاً بنصهما عطفاً على مدخول أن ، والمقصود من هذا الاعتذار ، الإعانة على هذا الأمر المهم ، بشرح الصدر ، وطلق اللسان ، وإرسال أخيه ، والأمن من القتل ، وقد دل على ذلك قوله : في سوة طه { رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي * وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } [ طه : 25 - 27 ] الآيات . قوله : ( للعقدة التي فيه ) أي الثقل الحاصل بسبب وضع الجمرة عليه وهو صغير ، حين نتف لحية فرعون ، فاغتم لذلك وهم بقتله ، فأشارت عليه زوجته أن يمتحنه ، فقدم له تمرة وجمرة ، فأخذ الجمرة بتحويل جبريل يده فوضعها على لسانه ، فحصل فيه ثقل في النطق . قوله : { فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } أي وكان في مصر ، فأتاه جبريل بالرسالة على حين غفلة ، فموسى جاءته الرسالة من ربه بلا واسطة جبريل ، وإن كان حاضراً ، وهارون جاءته الرسالة في ذلك الوقت أيضاً بواسطة جبريل . قوله : ( معي ) أي ليكون معيناً لي ، وهو بمعنى قوله في سورة القصص { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي } [ القصص : 34 ] . قوله : { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ } أي في زعمهم . قوله : { فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } أي فيفوت المقصود من الإرسال . قوله : ( فيه تغليب الحاضر على الغائب ) أي بالنسبة لموسى ، وإلا فهما حاضران بالنسبة لله تعالى ، لكن سمع موسى الخطاب من الله بلا واسطة ، وهارون سمعه بواسطة جبريل . قوله : { بِآيَاتِنَآ } جمع الآيات مع أنهما اثنان العصا واليد ، باعتبار ما اشتملت العصا عليه من الآيات له . قوله : { إِنَّا مَعَكُمْ } أي معية خاصة بالعون والنصر . قوله : ( أجريا مجرى الجماعة ) أي تعظيماً لهما . قوله : ( أي كلاً منا ) قدر ذلك لتحصل المطابقة بين اسم إن وخبرها ، الذي هو الرسول حيث أفرده . قوله : { أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } أي خلصهم وأطلقهم . قوله : ( فأتياه ) الخ ، أشار بذلك إلى أن قوله : { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا } الخ ، مرتب على محذوف ، روي أنهما لما انطلقا إلى فرعون ، لم يؤذن لهما سنة في الدخول عليه ، فدخل البواب على فرعون وقال له : ههنا إنسان يزعم أنه رسول رب العالمين ، فقال له فرعون : ائذن له لعلنا نضحك معه ، فدخلا عليه فوجداه قد أخرج سباعاً من أسد ونمور وفهود يتفرج عليها ، فخاف خدامها أن تبطش بموسى وهارون ، فأسرعوا أليهما وأسرعت السباع إلى موسى وهارون ، فأقبلت تلحس أقدامهما ، وتلصق خدودها بفخذيهما فعجب فرعون من ذلك فقال : ما أنتما ؟ قال : أنا رسول رب العالمين ، فعرف موسى ، لأنه نشأ في بيته فقال : { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } الخ ، فامتن عليه أولاً بنعمة التربية ، وثانياً بعدم مؤخذاته بما وقع منه من قتل القبطي . قوله : ( قريباً من الولادة ) قصده بذلك دفع ما ورد على الآية ، بأن الوليد يطلق على المولود حال ولادته ، وليس مراداً هنا ، فإنه كان زمن الرضاع عند أمه ، ثم أخذه فرعون بعد الفطام ، والأولى إبقاء الآية على ظاهرها ، لأن موسى وإن كان عند أمه ، إلا أنه تحت نظر فرعون ، فهو في تربيته من حين ولادته . قوله : { مِنْ عُمُرِكَ } حال من سنين ، لأنه نعت نكرة قدم عليها .