Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 183-196)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ } أي فكانوا إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، ومن جملة بخسهم أنهم ينقصون الدراهم والدنانير . قوله : ( وغيره ) أي كقطع الطريق . قوله : ( لمعنى عاملها ) أي ولفظهما مختلف . قوله : { وَٱلْجِبِلَّةَ } بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، أي الجماعة والأمم المتقدمة الذين كانوا على خلقة وطبيعة عظيمة ، كأنها الجبال قوة وصلابة ، وهذه قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بضم الجيم والباء وتشديد اللام ، وبفتح الجيم أو كسرها مع سكون الباء . قوله : { وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } أتى بالواو هنا دون قصة صالح مبالغة في تكذيبه ، لأنه عند دخول الواو ، يكون كل من الأمرين التسحير والبشرية مقصوداً بخلاف تركها ، فلم يقصد إلا التسحير والثاني دليل له ، قوله : ( مخففة من الثقيلة ) المناسب أن يقول مهملة لا عمل لها ، لأن المكسورة إذا خففت قل عملها ، والأولى حمل القرآن على الكثير . قوله : ( بسكون السين وفتحها ) قراءتان سبعيتان . قوله : { فَكَذَّبُوهُ } استمروا على تكذيبه . قوله : { عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } روي أن الله تعالى فتح عليهم باباً من أبواب جهنم ، وأرسل عليهم حراً شديداً ، فأخذ بأنفاسهم ، فدخلوا بيوتهم فلم ينفعهم ظل ولا ماء ، فأنضجهم الحر فخرجوا ، فأرسل الله تعالى سحابة فأظلتهم ، فوجدوا لها برداً وروحاً وريحاً طيبة ، فنادى بعضهم بعضاً ، فلما اجتمعوا تحت سحابة ، ألهبها الله عليهم ناراً ، ورجفت بهم الأرض ، فاحترقوا كما يحترق الجواد المقلي ، فصاروا رماداً ، وهذا العذاب الذي حل بهم ، هو الذي طلبوه تهكماً بشعيب بقولهم : فأسقط علينا كسفاً من السماء . قوله : ( أصابهم ) أي سبعة أيام ، ثم لجوا إلى السحابة بعد السبعة الأيام . قوله : { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } شروع في مدح القرآن ومن أنزله والمنزل عليه ، والمعنى أن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى ، ليس بشعر ولا بسحر ولا كهانة كما يزعمون . قوله : { نَزَلَ بِهِ } الباء للملابسة ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال كأنه قال : نزل في حال ملابسة له على حد خرج زيد بثيابه . قوله : { عَلَىٰ قَلْبِكَ } خص بالذكر لأنه سلطان الأعضاء ، فكل شيء وصل للقلب وصل لسائر الأعضاء ، ففي الحديث : " ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، ألا وهي القلب " فحيث نزل على قبله ، فقد تمكن من سائر بدنه ، فلا يطرأ عليه بعد ذلك نسيان ، ولذا ورد : أنه كان إذا نزل عليه جبريل بالآية ، يريد أن يقرأها بلسانه قبل أن يتلوها جبريل عليه ظاهراً ، حتى أمر بعدم الاستعجال بالقراءة ، قال تعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } [ القيامة : 16 ] . قوله : { لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ } أي ومن المبشرين . قوله : { بِلِسَانٍ } يصح أن يكون بدلاً من قوله بإعادة الجار ، ويصح أن يكون متعلقاً بالمنذرين ، والمعنى لتكون من الذين أنذروا بهذا اللسان العربي وهم : هود وصالح وشعيب وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية . قوله : ( أي ذكر القرآن ) دفع بذلك ما يقال : إن ظاهر الآية أن القرآن نفسه ثابت في سائر الكتب ، مع أنه ليس كذلك ، والمراد بذكره نعته والإخبار عنه ، بأنه ينزل على محمد ، وأنه صدق وحق .