Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 50-62)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } تعليل لنفي الضمير ، وهل فعل بهم ما توعدهم به خلاف ، ولم يرد في القرآن ما يدل على أنه فعل . قوله : ( في زماننا ) أي من أتباع فرعون ، فلا ينافي أن بني إسرائيل سبقوهم بالايمان . قوله : { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ } يحتمل أن يكون بتكليم الله له ، أو على لسان جبريل . قوله : ( بعد سنين ) أي ثلاثين ، وذلك أن موسى مكث في مصر أولاً ثلاثين ، وفي مدين عشر سنين ، ثم لما رجع إلى مصر ثانياً ، مكث يدعوهم إلى الله ثلاثين سنة ، ثم أغرق الله فرعون وقومه ، وعاش بعد ذلك خمسين سنة ، فجملة عمره مائة وعشرون سنة . قوله : ( بآيات الله ) أي باقي التسع ، لأن موسى افتتحهم أولاً بالعصا واليد فلم يؤمنوا ، فجاءهم بالسنين المجدبة ، ثم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس على أموالهم ، فلم يفد فيهم ذلك ، وقد سبق ذلك مفصلاً في الأعراف . قوله : { بِعِبَادِيۤ } الإضافة للتشريف ، والمعنى سر بعبادي المختصين برحمتي ، وإلا فكل من حيث الخلق عباده . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أي سر بهم ليلاً ) تفسير لكل من القراءتين . قوله : ( إلى البحر ) أي بحر القلزم ، فخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل في آخر الليل ، فترك طريق الشام على يساره وتوجه جهة البحر ، فكان الرجل من بني إسرائيل يراجعه في ذلك فيقول : هكذا أمرني ربي ، فلما أصبح فرعون ، وعلم بسير موسى ببني إسرائيل ، خرج في أثرهم ، وبعث إلى مدائن مصر لتلحقه الجيوش . قوله : { إِنَّكُم مّتَّبَعُونَ } علة للأمر بالسير . قوله : ( حين أخبر بسيرهم ) روي أن قوم موسى قالوا لجماعة فرعون : إن لنا في هذه اللية عيداً ، ثم استعاروا منهم حليهم بهذا السبب ، ثم خرجوا بتلك الأموال في الليل إلى جانب البحر ، فلما سمع فرعون ذلك جمع قومه وتبعهم . قوله : ( ومقدمة جيشه ) الخ ، أي وجملة جيشه ألف ألف وستمائة . قوله : ( فاعلون ما يغيضنا ) أي حيث خالفوا ديننا ، وطمسوا على أموالنا ، وقتلوا أبكارنا ، لما روي أن الله أمر الملائكة أن يقتلوا أبكار القبط ، وأوحى إلى موسى أن يجمع بني إسرائيل ، كل أربعة أبيات في بيت ، ثم يذبحوا أولاد الضأن ، ويلطخوا أبوابهم بدمائها لتميز الملائكة بيوت بني إسرائيل من بيوت القبط ، فدخلت الملائكة فقتلت أبكارهم ، فأصبحوا مشغولين بموتاهم ، وهذا هو سبب تأخر فرعون وقومه عن موسى وقومه . قوله : { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } أي من عادتنا الحذر والحزم في الأمور ، قوله : ( وفي قراءة ) الخ ، أي وهي سبعية أيضاً بمعنى الأولى ، وقيل الحذر المتيقظ ، والحاذر الخائف . قوله : ( كانت على جانبي النيل ) أي من أسوان إلى رشيد ، قال كعب الأحبار : أربعة أنهار من الجنة وضعها الله تعالى في الدنيا : سيحان وجيجان والنيل والفرات ، فيسحان نهر الماء في الجنة ، وجيجان نهر اللبن في الجنة ، والنيل نهر العسل في الجنة ، والفرات نهر الخمر في الجنة . قوله : ( أموال ظاهرة ) هذا أحد قولين ، وقيل المراد بالكنوز الأموال التي تحت الأرض وخصها بالذكر ، لأن ما فوق الأرض انطمس ، وحينئذ فتسميتها كنوزاً ظاهراً . قوله : ( مجلس حسن للأمراء والوزراء ) قيل كان إذا قعد على سريره ، وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب ، يجلس عليها الاشراف من قومه والامراء وعليهم قبة الديباج مرصعة بالذهب ، وقيل المقام الكريم المنابر ، وكانت ألف منبر لألف جبار ، يعظمون عليها فرعون وملكه . قوله : ( إخراجنا كما وصفنا ) أشار بذلك إلى أن قوله : { كَذَلِكَ } خبر لمحذوف . قوله : { وَأَوْرَثْنَاهَا } أي الجنات والعيون والكنوز ، وقيل المراد أورثنا بني إسرائيل ما استعاروه من حلي آل فرعون ، والأحسن أن يراد ما هو أعم ، فإن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر بعد هلاك فرعون وقومه ، وملكوا مشارق الأرض ومغاربها . قوله : ( وقت شروق الشمس ) أي يوم الملاقاة ، وليس المراد أنهم أدركوا بني إسرائيل يوم خروجهم ، لأنهم تأخروا عنهم ، حتى جمعوا جيوشهم ودفنوا موتاهم . قوله : ( أي لن يدركونا ) أشار بذلك إلى أن كلا للنفي . والمعنى لا سبيل لهم علينا ، لأن الله وعدنا بالخلاص منهم .