Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 63-71)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ } الخ ، قيل لما انتهى موسى ومن معه إلى البحر ، هاج البحر فصار يرمي بموج كالجبال ، فصار بنو إسرائيل يقولون : أين أمرت ، فرعون من خلفنا والبحر أمامنا ، وموسى يقول : ههنا ، فأوحى الله اليه أن اضرب بعصاك البحر ، فإذا الرجال واقف على فرسه ، ولم يبتل سرجه ولا لبده . قوله : ( اثني عشر فرقاً ) أي قطعة بعدد أسباط بني إسرائيل . قوله : ( بينها مسالك ) أي بين الاثني عشر فرقاً . قوله : ( على هيئته ) أي وهي انفلاقه اثنتي عشرة فرقة . قوله : ( وحزقيل ) المذكور في قوله تعالى : { وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } [ غافر : 28 ] الخ ، وقوله : ( ومريم بنت ناموسي ) أي كانت عجوزاً تعيش من العمر نحو سبعمائة سنة . قوله : ( التي دلت على عظام يوسف عليه السلام ) أي وسبب ذلك : أن الله أمر موسى بأخذ يوسف معه إلى الشام حين خروجه من مصر ، فسأل عن قبره فلم يعرف إذ ذاك ، فدلته عليه هذه العجوز ، بعد أن ضمن لها موسى على الله الجنة ، وكان يوسف قد دفن في قعر بحر النيل ، فحفر عليه موسى وأخرجه وذهب به إلى الشام . - فائدة - قال قيس بن حجاج : لما فتحت مصر ، أتى أهلها إلى سيدنا عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر القبط ، فقالوا : أيها الأمير ، إن لنيلنا هذا سنة وعادة لا يجري إلا بها ، فقال لهم : وما ذاك ؟ فقالوا : إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر ، عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها ، أرضينا أبويها وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل ، فقال لهم عمرو : هذا لا يكون في الإسلام ، وإن الإسلام ليهدم ما قبله ، فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى ، لا يجري قليلاً ولا كثيراً وهموا بالجلاء ، فلما رأى ذلك عمرو بن العاص ، كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأعلمه بالقصة ، فكتب إليه عمر بن الخطاب : إنك قد أصبت بالذي فعلت ، وإني بعثت اليك بطاقة في داخل كتابي ، فألقها في النيل إذا أتاك كتابي ، فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص ، أخذ البطاقة ففتحها ، فإذا فيها من عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر ، أما بعد ، فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر ، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك ، فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك ، فألقى البطاقة في النيل قبل الصليب بيوم ، فأصبحوا وقد زاد تلك الليلة ستة عشر ذراعاً ، وقطع الله تلك السيرة من تلك السنة . قوله : { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ } عطف على ( اذكر ) العامل في قوله : { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ } [ الشعراء : 10 ] الخ ، عطف قصة على قصة . قوله : ( أي كفار مكة ) خصهم بالذكر لأنهم الحاضرون وقت نزول الآية ، وإلا فهو خطاب لهم ولمن بعدهم إلى يوم القيامة . قوله : ( ويبدل منه ) أي بدل مفصل من مجمل : قوله : { مَا تَعْبُدُونَ } { مَا } اسم استفهام معمول لتعبدون ، والمعنى ما هذا الذي تعبدونه ، أي ما حقيقته . قوله : ( صرحوا بالفعل ) الخ ، جواب عما يقال : كان القياس أن يقولوا أصناماً كقوله : { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ } [ البقرة : 219 ] فأجاب بأنهم صرحوا بالفعل ، ليعطفوا عليه ما فيه الافتخار . قوله : ( أي نقيم نهاراً على عبادتها ) هذا معنى نظل الأصلي ، ولكن مقتضى الافتخار ، أن يكون معناها ندوم على عبادتها ليلاً ونهاراً . قوله : ( زادوه ) أي قوله : { فَنَظَلُّ } الخ .