Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 72-81)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ } أتى بالمضارع إشارة إلى أن هذا الوصف مستمر وثابت في الأصنام في الماضي والحال والاستقبال ، ولا بد من محذوف هنا ، دل عليه قوله : { إِذْ تَدْعُونَ } تقديره هل يسمعون دعاءكم ، قوله : { إِذْ تَدْعُونَ } { إِذْ } هنا بمعنى إذا ، استحضاراً للحال الماضية وحكاية لها تبكيتاً عليهم . قوله : { قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ } الخ ، هذا الجواب يفيد تسليم ما قاله إبراهيم ، وإنما اعتذروا عن ذلك بالتقليد ، فلما لم يجدوا مخلصاً غيره احتجوا به . قوله : { قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير أتأملتم فعلكم أو أبصرتم ما كنتم تعبدون . قوله : { وَآبَآؤُكُمُ } عطف على الضمير في { تَعْبُدُونَ } وهو ضمير رفع متصل ، فلذا فصل بالضمير المنفصل ، قال ابن مالك : @ وإن على ضمير رفع متصل عطفت فافصل بالضمير المنفصل @@ قوله : { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ } أسند العداوة لنفسه تعريضاً بهم ، وهو أبلغ في النصيحة من التصريح بأن يقول فإنهم عدو لكم ، إن قلت : كيف وصف الأصنام بالعداوة وهي لا تعقل ؟ أجيب بأجوبة منها : أن المعنى عدو لي يوم القيامة إن عبدتهم في الدنيا ، ومنها أن الكلام على حذف مضاف ؛ أي فإن أصحابهم عدو لي ، ومنها أن الكلام على القلب أي فإني عدو لهم . قوله : { إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } أشار المفسر بقوله : ( لكن ) إلى أن الاستثناء منقطع ، والمعنى لكن رب العالمين ليس بعدوي ، بل هو ولي في الدنيا والآخرة . قوله : { ٱلَّذِي خَلَقَنِي } نعت لرب العالمين ، أو بدل أو عطف بيان أو خبر لمحذوف ، وما بعده عطف عليه . قوله : { فَهُوَ يَهْدِينِ } أتى بالفاء هنا ، وفي قوله : { يَشْفِينِ } لترتب الهداية على الخلق والشفاء على المرض ، بخلاف الإطعام والإسقاء ، فليس بينهما ترتب ، وأتى بثم في جانب الأحياء ، لبعد زمنه عن زمن الموت ، لأن المراد به الاحياء في الآخرة ، قوله : ( إلى مدين ) أي وغيره من مصالح دنياي وآخرتي ، وإنما خص الدين ، لأن المقام للرد ولأنه أهم . قوله : { وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } أي في الدنيا والآخرة . قوله : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أسند المرض لنفسه ، وإن كان الكل من الله تأدباً كما قال تعالى : { بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ } [ آل عمران : 26 ] ولم يقل الشر ، وقال الخضر : { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } [ الكهف : 79 ] ، وقال { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا } [ الكهف : 82 ] .