Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 82-89)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ } عبر بالطمع المفيد عدم الأخذ في الأسباب ، مع أنها حاصلة منه لعدم اعتماده عليها . قوله : { أَن يَغْفِرَ لِي } ذكر ذلك تواضعاً وتعليماً للأمة ، وإلا فهو معصوم من الخطايا ، قوله : { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً } لما ذكر تلك الأوصاف قوي رجاؤه في ربه ، فطلب منه معالي الأمور ، وخير الدنيا والآخرة . قوله : ( علماً ) أي زيادة فيه . قوله : { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } أي في العمل أو في درجات الجنة . قوله : { وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ } من اضافة الموصوف للصفة ، أي ذكراً حسناً ، من باب تسمية الشيء باسم آلته . قوله : ( الذين يأتون بعدي ) وقد أجابه الله تعالى ، فما من أمة من الأمم ، إلا وهي تحييه وتثني عليه بخير ، سيما هذه الأمة المحمدية خصوصاً في المؤمنين منهم ، فإنهم يذكرونه بخير في كل تشهد ، وإنما طلب ذلك لينتفع به هو ، وينتفع به المثني ، لكن بشرط الإيمان ، وأما حديث : " من أحب قوماً حشر معهم وإن لم يعمل بعملهم " فمعناه : إذا اشتركوا معهم في الإيمان وإن لم يصلوا لمقامهم . قوله : { مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } أي مندرجاً فيهم ومن جملتهم ، وأضافة جنة النعيم من اضافة المحل إلى الحال فيه ، فالمراد مطلق الجنة لا خصوص الدار المسماة بذلك ، وقد أجابه الله في جميع دعواته ، سوى الدعاء بالغفران لأبيه . قوله : ( بأن تتوب عليه ) الخ ، ظاهره أن هذا الدعاء صدر من إبراهيم وأبوه حي ، ولكن ينافيه قوله : ( وهذا قبل أن يتبين له ) فإن التبين المذكور ، إنما حصل بموته كافراً ، وحينئذ فلا يصح جعله قيداً للدعاء له في حياته بالتوفيق للإيمان ، وإنما يصح لو كان المراد الدعاء له بمغفرة الذنوب على حالته التي هو عليها ، وأجيب : بأنه لا مانع أن الله أعلم إبراهيم بموت أبيه كافراً وهو حي ، فقد صح ما قاله المفسر . قوله : ( وهذا ) أي الدعاء له بما ذكر . قوله : ( كما ذكر في سورة براءة ) أي قوله : { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ } [ التوبة : 114 ] . الآية . قوله : ( تفضحني ) أي تكشف عيوبي بين خلقك ، وهذا تواضع منه أو بالنظر للتجويز العقلي ، فإن تعقيب المطيع جائز عقلاً لا شرعاً . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن قوله : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } الخ ، من كلام الله تعالى ، ويصح أن يكون من كلام إبراهيم ، فيكون بدلاً من يوم قبله . قوله : ( لكن ) { مَنْ أَتَى ٱللَّهَ } الخ ؛ أشار المفسر بذلك إلى أن الاستثناء منقطع ، ولكن ينافيه تقديره أحداً ، فتحصل أن الاستثناء ، إما منقطع إن جعل من قوله : { مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } ويكون المعنى ( لكن ) { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } فإنه ينتفع ، أو متصل أن جعل من المفعول الذي قدره المفسر ، والتقدير لا ينفع المال والبنون أحداً إلا الذي أتى الله بقلب سليم ، فإنه ينفعه المال والبنون . قوله : ( وهو قلب المؤمن ) أي فينتفع بالمال الذي أنفقه في الخير والولد الصالح بدعائه له لما في الحديث : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " .