Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 45-51)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ } شروع في القصة الرابعة من هذه السورة ، وثمود اسم لقبيلة صالح سميت باسم أبي القبيلة ، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، وتسمى عاد الثانية ، وأما عاد الأولى فهم قوم هود . قوله : { أَخَاهُمْ صَالِحاً } أي في النسب لأنه من أولاد ثمود الذي هو أبو القبيلة ، وعاش صالح مائتين وثمانين سنة . قوله : ( أي بأن ) { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أشار بذلك إلى أن أن مصدرية ، وحرف الجر محذوف ، ويصح أن تكون مفسرة لوجود ضابطها ، وهو تقدم جملة فيها القول دون حروفه . قوله : ( وحدوه ) أي اعتقدوا أنه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له في شيء منها . قوله : { فَإِذَا هُمْ } إذا فجائية ، والمعنى فتفاجأ إرساله تفرقهم واختصامهم ، فآمن فريق وكفر فريق ، وتقدم حكاية اختصام الفريقين في سورة الأعراف في قوله تعالى : { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ } [ الأعراف : 75 ] الخ . قوله : ( فريق مؤمنون ) جمع وصف الفريق مراعاة لمعناه . قوله : ( من حين إرساله ) أي وبعد ظهور المعجزات . قوله : { لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ } أي لأي شيء تستعجلون بالعذاب وتطلبونه لأنفسكم ولا تطلبون الرحمة ؟ ويصح أن يراد بالسيئة والحسنة أسباب العذاب وأسباب الرحمة ، والمعنى لم تؤخرون الإيمان الذي هو سبب في الرحمة ، وتقدمون الكفر الذي هو سبب العذاب ؟ قوله : ( هلا ) أشار بذلك إلى أن لولا تحضيضية . قوله : ( من الشرك ) أي بأن تتركوا الشرك وتؤمنوا . قوله : { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الترجي في كلام الله بمنزلة التحقيق ، لأنه صادر من قادر عالم بالعواقب لا يخلف وعده . قوله : ( أدغمت التاء في الطاء ) أي بعد قلبها طاء . قوله : ( واجتلبت همزة الوصل ) ، أي للتوصل للنطق بالساكن . قوله : ( أي تشاءمنا ) أي أصابنا الشؤم وهو الضيق والشدة . قوله : ( حيث قحطوا المطر ) أي حبس عنهم . قوله : { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أي جزاء عملكم من عند الله عاملكم به ، فالشؤم وصفكم لا وصفي ، وسمي طائراً لأنه يأتي الظالم بغتة وسرعة كنزول الطائر . قوله : { تُفْتَنُونَ } أتى بالخطاب مراعاة لتقدم الضمير وهو الراجح ، ويجوز مراعاة الاسم الظاهر فيؤتى بالغيبة فيقال مثلاً : نحن قوم نقرأ ويقرأون . قوله : ( تختبرون بالخير والشر ) أي لتعلموا أن ما أصابكم من خير فمن الله ، وما أصابكم من شر فبما كسبت أيديكم . قوله : ( مدينة ثمود ) أي وهو الحجر ، وتقدم أنه واد بين الشام والمدينة . قوله : { تِسْعَةُ رَهْطٍ } الرهط ما دون العشرة من الرجال ، والنفر ما دون السبعة إلى الثلاثة . قوله : ( أي رجال ) دفع بذلك ما يقال : إن تمييز التسعة جمع مجرور ، فكيف يؤتى به مفرداً ؟ فأجاب بأنه وإن كان مفرداً في اللفظ فهو جمع في المعنى ، وهؤلاء التسعة هم الذين قتلوا أولادهم حين أخبرهم صالح أن مولوداً يولد في شهرهم هذا ، يكون عقر الناقة على يديه ، فقتل التسعة أولادهم وأبى العاشر أن يقتل ابنه ، فعاش ذلك الولد ونبت نباتاً سريعاً ، فكان إذا مر بالتسعة حزنوا على قتل أولادهم ، فسول لهم الشيطان أن يجتمعوا في غار ، فإذا جاء الليل خرجوا إلى صالح وقتلوه ، وتقدم أنهم اجتمعوا في الغار ، فأرادوا أن يخرجوا منه ، فسقط عليم الغار فقتلهم ، وعقر الناقة ولد العاشر وهو قدار بن سالف ، وقيل إنهم جاءوا ليلاً لقتله شاهرين سيوفهم ، فرمتهم الملائكة بالأحجار كما أفاده المفسر . قوله : ( أي احلفوا ) أشار بذلك إلى أن قوله : { تَقَاسَمُواْ } فعل أمر ، أي قال بعضهم لبعض : احلفوا على كذا . قوله : ( بالنون ) أي مع فتح التاء وقوله : ( والتاء ) كان المناسب أن يقول بالتاء ، لأن ضم التاء لا يكون إلا على قراءة التاء ، فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي من آمن به ) أي وسيأتي أنهم أربعة آلاف . قوله : ( بالنون ) أي مع فتح اللام ، وقوله : ( والتاء ) أي فقراءة النون هنا ، مع قراءة النون في الذي قبله ، وقراءة التاء مع التاء ، فهما قراءتان فقط . قوله : ( أي ولي دمه ) أي دم من قتل صالح ومن معه . قوله : { مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي أهل ولي الدم الذي يقوم عند موت صالح وأقاربه المؤمنين به . قوله : ( بضم الميم ) أي مع فتح اللام ، وقوله : ( وفتحها ) أي مع فتح اللام وكسرها ، فالقراءات ثلاث سبعيات . قوله : ( أي هلاكهم ) راجع للضم لأنه من الرباعي . قوله : ( وهلاكهم ) راجع للفتح بوجهيه لأنه من الثلاثي . قوله : { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } أي ونحلف إنا لصادقون ، أو المعنى والحال وإنا لصادقون فيما قلنا . قوله : { وَمَكَرُواْ مَكْراً } أي أرادوا إخفاء ما بيتوا عليه من قبل صالح وأهله . قوله : { وَمَكَرْنَا مَكْراً } أي أهلكناهم من حيث لا يشعرون ، وهو من باب المشاكلة ، نظير قوله الشاعر : @ قالوا اقترحوا شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا في جبة وقميصا @@ وإلا فحقيقة المكر مستحيلة على الله تعالى ، لأنه التحيل على الغدر ، وهو من صفات العاجز ، والعجز على الله محال . قوله : { فَٱنظُرْ } أي تأمل وتفكر . قوله : { أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ } بكسر إن على الاستئناف ، وفتحها على أنه خبر لمحذوف ، أي وهي تدميرنا إياهم ، والقراءتان سبعيتان . قوله : ( أو برمي الملائكة ) أو للتنويع ، أي أن عذابه نوعان موزعان عليهم ، رمي الحجارة على التسعة بسبب تبييتهم على قتل صالح وأهله ، والصيحة على غيرهم بسبب عقر الناقة ، ولو قال المفسر : أهلكناهم برمي الملائكة الحجارة وقومهم أجمعين بصيحة جبريل لكان أوضح .