Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 59-59)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } لما تمم سبحانه وتعالى القصص ، أمر رسوله بحمده والسلام على المصطفين ، شكراً له على نصرة أهل الحق والإيمان ، وقطع دابر أهل الكفر والطغيان ، وتمهيداً لما يذكر في أدلة التوحيد التي أقامها رداً على المشركين ، والسر في ذلك ، إنصات العاقل وإصغاؤه ليدخل في زمرة من سلم الله عليهم . قوله : { وَسَلاَمٌ } أي أمان . قوله : { ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } قيل هم الأنبياء والرسل ، وقيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل مؤمنو هذه الأمة ، وقيل كان مؤمن من مبدإ الدنيا إلى منتهاها ، ومعنى اصطفى اختارهم أزلاً لخدمته وطاعته في الدنيا ، ولجنته ونعيمه في الآخرة ، فالأصل اصطفاه الله للعبد ، فلولا اصطفاءه له ، ما وفق العبد لخدمة ربه ، ومن هذا قولهم : لولا السابقة ما كانت اللاحقة . قوله : ( بتحقيق الهمزتين ) الخ ، ظاهر المفسر أن القراءات أربعٍ وهو سبق قلم ، والصواب أن هنا قراءتين فقط ، تسهيل الثانية مقصورة ، وإبدالها ألفاً ممدودة مداً لازماً ، وتقدم أن هذين الوجهين يجريان في خمسة مواضع في القرآن غير هذا ، اثنان في الأنعام { ءَآلذَّكَرَيْنِ } [ الأنعام : 143 ، 144 ] في الموضعين ، وثلاثة في يونس { ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } [ يونس : 59 ] { آلآنَ } [ يونس : 91 ] في الموضعين . قوله : { خَيْرٌ } خبر لفظ الجلالة ، ، وهو إما اسم تفضيل باعتبارهم زعم الكفار ، أو صفة لا تفضيل فيها ، والكلام على حذف مضاف ، والتقدير أتوحيد الله خير لمن عبده ، أم الأصنام خير لمن عبدها ، فهو تهكم بالمشركين ، لأنهم اختاروا عبادة الأصنام على عبادة الله ، والاختيار للشيء لا يكون إلا لخير ومنفعة ، ولا خير في عبادتها . وكان صلى الله عليه وسلم إذا قرأها يقول : " بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم " . قوله : { أَمَّا يُشْرِكُونَ } أم هذه متصلة عاطفة على لفظ الجلالة لوجود المعادل ، وهو تقدم همزة الاستفهام بخلاف أم الآتية ، فهي منقطعة تفسر ببل وهمزة الاستفهام إنكاري . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي أهل مكة ) تفسير للواو في يشركون . قوله : ( أي الآلهة ) تفسير لما ، والمعنى أم الآلهة التي يشركونها به خير لعابديها .