Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 60-66)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } القراءة السبعية بإدغام إحدى الميمين في الأخرى ، وأم منقطعة ، ومن خلق مبتدأ خبره محذوف تقديره { خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } [ النمل : 59 ] وقرئ شذوذاً بتخفيف ، فتكون من موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام . قوله : ( فيه الالتفات ) أي وحكمته اختصاصه سبحانه وتعالى هو المنبت للأشجار والزرع لا غيره ، وخلقها مختلفة الألوان والطعوم ، مع كونها تسقى بماء واحد . قوله : ( وهو البستان المحوط ) أي المجعول عليه حائط لعزته . قوله : { ذَاتَ بَهْجَةٍ } صفة لحدائق ، وأفرد لكونه جمع كثرة لما لا يعقل . قوله : { مَّا كَانَ لَكُمْ } أي لا ينبغي لأنكم عاجزون عن إخراج النبات ، وإن كنتم قادرين على السقي والغرس ظاهراً . قوله : { أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } أي فضلاً عن ثمارها وأشكالها . قوله : ( وإدخال ألف بينهما ) أي وتركه ، فالقراءات أربع سبعيات . قوله : ( في مواضعة السبعة ) أي مواضع اجتماع الهمزتين المفتوحة ثم المكسورة ، وهي لفظ إله خمس مرات ، وأئذا ، وأثنا . قوله : ( أي ليس معه إله ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري ، وكذا يقال فيما بعده . قوله : { بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } إضراب انتقالي من تبكيتهم إلى بيان سوء حالهم . قوله : { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً } أي مستقراً للإنسان والدواب ، لا تتحرك بما على ظهرها . قوله : ( فيما بينها ) أشار بذلك إلى أن قوله : { خِلاَلَهَآ } ظرف لجعل وتكون بمعنى خلق ، ويصح أن تكون بمعنى صير ، و ( خِلاَلاً ) مفعول ثان . قوله : { حَاجِزاً } أي معنوياً غير مشاهد . قوله : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي وكفرهم تقليد ، والأقل يعلم الأدلة ، وكفرهم عناد . قوله : { ٱلْمُضْطَرَّ } هو اسم مفعول ، وهذه الطاء أصلها تاء الافتعال ، قلبت طاء لوقوعها إثر حرف الإطباق وهو الضاد . قوله : { إِذَا دَعَاهُ } أشار بذلك إلى أن إجابة المضطر متوقفة على دعائه ، فلا ينبغي لمن كان مضطراً ترك الدعاء ، بل يدعو ، والله يجيبه على حسب ما أراد سبحانه وتعالى ، لأن الله أرأف على العبد من نفسه ، فالعاقل إذا دعا الله يسلم في الإجابة لمراد الله . قوله : ( الإضافة بمعنى في ) أي فالمعنى يجعلكم خلفاء في الأرض . قوله : ( وفيه إدغام التاء في الذال ) أي بعد قلبها دالاً فذالاً ، وهذا على كل من القراءتين . قوله : ( وما زائدة لتقليل القليل ) أي فالمراد تأكيد القلة . قوله : ( وبعلامات الأرض ) أي كالجبال . قوله : ( أي قدام المطر ) أي أمامه . قوله : ( وإن لم يعترفوا بالإعادة ) أشار بذلك إلى سؤال وارد حاصله . كيف يقال لهم { أَمَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ } مع أنهم منكرون للإعادة ؟ وأشار إلى جوابه بقوله : لقيام البراهين عليها وإيضاحه ، أن يقال إنهم معترفون بالابتداء ، ودلالة الابتداء على الإعادة ظاهره قوية ، وحينئذ فصاروا كأنهم لم يبق لهم عذر في إنكار الإعادة ، بل ذلك محض جحود . قوله : { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } أمره الله صلى الله عليه وسلم بتبكيتهم ، إثر قيام الأدلة على أنه لا يستحق العبادة غيره . قوله : ( أن معي إلهاً ) الأوضح أن يقول : أن مع الله إلهاً لأن النبي مأمور بهذا القول ، وهو لا يقول لهم : إن كنتم صادقين أن معي إلهاً . قوله : ( وسألوه ) أي المشركون . قوله : { مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ } { مَن } فاعل { يَعْلَمُ } والجار والمجرور صلتها ، و { ٱلْغَيْبَ } مفعول به ، و { إِلاَّ } أداة استثناء ، ولفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف قدره المفسر بقوله : ( يعلمه ) والتقدير لا يعلم الذي ثبت في السماوات كالملائكة ، والأرض كالإنس ، الغيب لكن الله هو الذي يعلمه . قوله : ( من الملائكة والناس ) بيان لمن في السماوات والأرض على سبيل اللف والنشر المرتب . قوله : ( لكن ) { ٱللَّهُ } الخ ، أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع ، ولا يصح جعله متصلاً لإيهامه أن الله من جملة من في السماوات والأرض وهو محال . قوله : ( وقت ) { يُبْعَثُونَ } تفسير لأيان ، والمناسب تفسيرها بمتى ، لأن { أَيَّانَ } ظرف متضمن معنى همزة الاستفهام ومتى كذلك بخلاف لفظ وقت . قوله : ( بمعنى هل ) أي التي للأستفهام الإنكاري . قوله : ( أي بلغ ولحق ) راجع للقراءة الأولى ، وقوله : ( أو تتابع ) راجع للثانية ، والمعنى هل بلغ علمهم في الآخرة ، أو تتابع علمهم الآخرة ، حتى سألوا عن وقت مجيء الساعة ؟ ليس عندهم علم بذلك ، بل ولا إثبات ، حتى يسألوا عن وقت الساعة ، فسؤالهم محض تعنت وعناد . قوله : { فِي شَكٍّ مِّنْهَا } أي الآخرة . قوله : { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } أي عندهم جزم بعدمها لعدم إدراكهم دلالتها . قوله : ( بعد حذف كسرتها ) أي وسقطت الياء لوقوعها ساكنة إثر ضمة .