Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 82-83)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ } أي قرب وقوعه ، وإنما عبر بالماضي لحصوله في علم الله ، لأن الماضي والحال والاستقبال في علم الله واحد لإحاطته بها ، والمراد بالقول : مواعيد القرآن بالفضائح والخزي والعذاب الدائم وغير ذلك للكفار . قوله : ( حق العذاب ) تفسير لوقع والمعنى قرب نزوله بهم . قوله : { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } أي وهي الجساسة ، ورد في الحديث : " أن طولها ستون ذراعاً بذراع آدم عليه السلام ، لا يدركها طالب ، ولا يفوتها هارب " وروي أن لها أربع قوائم ، ولها زغب وريش وجناحان ، وعن ابن جريج في وصفها : رأس ثور ، وعين خنزير ، وأذن فيل ، وقرن إيل ، وعنق نعامة ، وصدر أسد ، ولون نمر ، وخاصرة هرة ، وذنب كبش ، وخف بعير ، وما بين المفصلين اثنا عشر ذراعاً بذراع آدم عليه السلام . وعن أبي هريرة رضي الله عنه : فيها كل لون ما بين قرنيها فرسخ للراكب وعن علي رضي الله عنه : أنها تخرج بعد ثلاثة أيام والناس ينظرون ، فلا يخرج كل يوم إلا ثلثها . " وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل من أين تخرج الدابة ، فقال : من أعظم المساجد حرمة على الله تعالى ، يعني المسجد الحرام " . وروي أنها تخرج ثلاث خرجات ، تخرج بأقصى اليمن ثم تكمن ثم تخرج بالبادية ثم تكمن دهراً طويلاً ، فبينما الناس في أعظم المساجد حرمة على الله تعالى وأكرمها ، فما يهولهم إلا خروجها من بين الركن ، حذاء دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد . وقيل تخرج من الصفا لما روي : بينما عيسى عليه السلام يطوف بالبيت معه المسلمون ، إذ تضطرب الأرض تحتهم ، أي تتحرك تحرك القنديل ، وتنشق الصفا مما يلي المسعى ، فتخرج الدابة من الصفا ، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما الصلاة والسلام ، فتضرب المؤمن في مسجده بالعصا ، فتنكت نكتة بيضاء ، فتفشو حتى يضيء بها وجهه ، وتكتب بين عينيه مؤمن ، وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه ، فتفشو النكتة حتى يسود بها وجهه ، وتكتب بين عينيه كافر ، ثم تقول لهم : أنت يا فلان من أهل الجنة وأنت يا فلان من أهل النار ، وروي أن أول الآيات خروجاً ، طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيتهما كانت قبل صاحبتها ، فالأخرى على أثرها ، واختلف أيضاً في تعيين هذه الدابة فقيل : هي فصيل ناقة صالح ، وهو أصح الأقوال ، فإنه لما عقرت أمه هرب ، فانفتح له حجر فدخل في جوفه ، ثم انطبق عليه الحجر ، فهو فيه حتى يخرج بإذن الله عز وجل ، وقيل غير ذلك . قوله : ( تقول لهم ) تفسير لتكلمهم . قوله : ( عتا ) متعلق بمحذوف ، أي حال كونها حاكية وناقلة لما تقول : ( عنا ) بأن تقول : قال الله : { أَنَّ ٱلنَّاسَ } الخ . قوله : ( أي كفار مكة ) المناسب حمل الناس على الموجودين وقت خروجها من الكفار . قوله : ( وعلى قراءة فتح همزة أن تقدر الباء ) أي للتعدية أو للسببية ، وأما على قراءة الكسر ، فهو مستأنف من كلامه تعالى تقوله الدابة على سبيل الحكاية والنقل ، والقراءتان سبعيتان : قوله : ( ينقطع الأمر بالمعروف الخ ) أي لعدم إفادة ذلك ، لأنه في ذات الوقت يظهر المؤمن والكافر عياناً بوسم الدابة ، فمن وسمته بالكفر لا يمكن تغييره ، فحينئذٍ لا ينفع أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ، ووجد في بعض النسخ ، ولا يبقى منيب ولا تائب ولا يؤمن كافر ، أي لا يوجد في هذا الوقت من يتوب إلى الله أي يرجع إليه ، ولا تقبل توبة تائب من العصاة ولا إيمان كافر . قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ } أي الحشر الخاص بهم للعذاب ، بعد انفضاض الحشر العام لجميع الخلق . قوله : { مِن كُلِّ أُمَّةٍ } { مِن } تبعيضية ، وقوله : { مِّمَّن يُكَذِّبُ } بيانية للفوج . قوله : { فَوْجاً } الفوج في الأصل الجماعة المارة المسرعة ، ثم أطلق على الجماعة مطلقاً . قوله : ( رؤساؤهم ) أي كأبي جهل وأبيّ بن خلف وفرعون وقارون والنمروذ وغيرهم من رؤساء الضلال ، فكل رؤساء زمن نحشرهم على حدة . قوله : ( يرد آخرهم إلى أولهم ) المناسب أن يقول : يرد أولهم على آخرهم ، أي يحبس أولهم ويوقف حتى يأتي آخرهم ، ويجتمعون حتى يساقون .