Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 87-88)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } معطوف على قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } [ النمل : 83 ] . قوله : ( النفخة الأولى ) أي وتسمى نفخة الصعق ، ونفخة الفزع فعبر عنها بالفزع ، وفي سورة الزمر بالصعق ، قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } [ الزمر : 68 ] الخ ، فعند حصولها يموت كل حي ما عدا ما استثنى ، وأما النفخة الثانية فعندها يحيا كل من كان ميتا ، فالنفخة اثنتان وبينهما أربعون سنة ، وقيل إنها ثلاث : نفخة الزلزلة وذلك حين تسير الجبال وترتج الأرض بأهلها ، ونفخة الموت ، ونفخة الإحياء ، والقول الأولى هو المشهور ، والصحيح في الصور أنه قرن من نور خلقه الله وأعطاه إسرافيل ، فهو واضعه على فيه ، شاخص ببصره إلى العرش ، ينتظر متى يؤمر بالنفخة ، وعظم كل دائرة فيه كعرض السماء والأرض ، ويسمى بالبوق في لغة اليمن . قوله : ( من إسرافيل ) أي وهو أحد الرؤساء الأربعة : جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل . قوله : { مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } أي من كل من كان حياً في ذلك الوقت . قوله : ( أي خافوا الخوف المفضي إلى الموت ) أي استمر بهم الخوف إلى أن ماتوا به . قوله : ( والتعبير بالماضي ) الخ ، جواب عما يقال : إن الفزع مستقبل فلم عبر بالماضي ؟ فأجاب بأنه لتحققه نزل منزلة الواقع ، لأن الماضي والحال والاستقبال بالنسبة لعلمه تعالى واحد ، لتعلق العلم به . قوله : ( أي جبريل ) الخ ، أي فهؤلاء الأربعة لا يموتون عند النفخة الأولى ، بخلاف باقي الملائكة ، وإنما يموتون بين النفختين ، ويحيون قبل الثانية . قوله : ( وعن ابن عباس هم الشهداء ) وقيل أهل الجنة من الحور العين والولدان وخزنة الجنة والنار ، وقيل : موسى ، وقيل جميع الأنبياء . قوله : ( إذ هم أحياء ) أي حياة برزخية لا تزول ولا تحول ، ولكن ليست كحياة الدنيا . قوله : ( أي كلهم ) أي المخلوقات من صعق ومن لم يصعق . قوله : ( بصيغة الفعل ) أي الماضي ، فيقرأ بفتح الهمزة مقصورة وتاء مفتوحة وواو ساكنة . قوله : ( واسم الفاعل ) أي فيقرأ بعد الهمزة وضم التاء وسكون الواو ، وأصله آتون له ، حذفت باللام للتخفيف والنون للإضافة ، والقراءتان سبعيتان . قوله : ( صاغرين ) أي أذلاء لهيبة الله تعالى ، فيشمل الطائع والعاصي ، وليس المراد ذل المعاصي ، والمعنى أن إسرافيل حين ينفخ في الصور النفخة الثانية التي بها يكون إحياء الخلق ، يأتي كل إنسان ذليلاً لهيبة الله تعالى . قوله : { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ } عطف على قوله : { يُنفَخُ } . قوله : ( وقت النفخة ) أي الثانية ، لأن تبديل الأرض وتسيير الجبال وتسوية الأرض ، إنما يكون بعد النفخة الثانية ، كما يشهد به قوله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } [ طه : 105 ] الآية ، وقوله تعالى : { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ } [ ابراهيم : 48 ] الآية . قوله : ( لعظمها ) أي وذلك لأن الأجرام الكبار ، إذا تحركت مرة واحدة ، لا تكاد تبصر حركتها . قوله : ( المطر ) الصواب إبقاء اللفظ على ظاهره ، لأن تفسير السحاب بالمطر لم يقله أحد ، ولعل الباء سقطت من قلم المصنف ، والأصل من السحاب بالمطر . قوله : ( حتى تقع ) أي الجبال على الأرض . قوله : ( مبسوسة ) أي مفتتة كالرمل السائل . قوله : ( كالعهن ) أي الصوف المنفوش . قوله : ( مؤكد لمضمون الجملة قبله ) أي لأن ما تقدم من نفخ الصور وتسيير الجبال وغير ذلك ، إنما هو من صنع الله لا غيره . قوله : { ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } أي وضعه في محله على أكمل حالاته . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي لا إله إلا الله ) إنما حمله على هذا التفسير ذكر المقابل ، لأن الكب في النار ليس بمطلق سيئة ، بل إنما يكون بالكفر وهو يقابل الإيمان ، وحينئذٍ فأل في الحسنة للعهد ، أي الحسنة المعهودة وهي كلمة التوحيد ، وقيل الحسنة كل عمل خير من صلاة وزكاة وصدقة وغير ذلك من وجوه البر .