Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 13-20)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَيْ تَقَرَّ } أي تبرد وتسكن من ألم الفراق . قوله : { وَلاَ تَحْزَنَ } عطف على { تَقَرَّ } منصوب بأن مضمرة بعد { كَيْ } . قوله : ( فمكث عندها إلى أن فطمته ) أي وهو سنتان . قوله : ( وأخذتها لأنها مال حربي ) جواب عما يقال : كيف جاز لها أن تأخذ أجرة منه على إرضاع ولدها ؟ قوله : ( أو ثلاث ) أو لتنويع الخلاف . قول : ( أي بلغ أربعين سنة ) المناسب أن يقول أي كمل عقله وانتهى شبابه ، لأن موسى أقام في مصر ثلاثين سنة ، ثم ذهب إلى مدين وأقام فيها عشر سنين ، ووقعة قتل القبطي كانت قبل ذهابه لمدين ، فهي السبب فيه . قوله : ( كما جزيناه ) أي مثل ذلك الذي فعلناه بموسى وأمه ، نجزي المحسنين على إحسانهم . قوله : ( منف ) بضم فسكون ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث أو العجمة ، وهي من أعمال مصر ، وقيل هي قرية يقال لها أم خنان على فرسخين من مصر ، وقيل هي مدينة عين الشمس ، وقيل هي مصر . قوله : ( وقت القيلولة ) وقيل بين المغرب والعشاء ، وسبب دخوله المدينة في ذلك الوقت ، أن موسى كان يسمى ابن فرعون ، وكان يركب مراكبه ، ويلبس لباسه ، فركب فرعون يوماً وكان موسى غائباً ، فلما قدم قيل له : إن فرعون قد ركب ، فركب موسى في أثره ، فأدركه المقيل في أرض منف ، فدخلها ليس في طرقها أحد . قوله : { وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ } أي وكان طباخاً لفرعون واسمه فليثون ، وأراد أن يسخر الإسرائيلي لحمل الحطب . قوله : { فَٱسْتَغَاثَهُ } أي طلب غوثه ونصره . قوله : ( أن أحمله ) أي الحطب . قوله : { فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ } أي دفعه يجمع كفه ، وأما اللكز فهو الضرب بأطراف الأصابع قوله : ( بجمع كفه ) أي بكفه مجموعة ، فهو من إضافة الصفة للموصوف . , قوله : { فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } أي أوقع عليه القضاء وهو الموت . قوله : ( ولم يكن قصد قتله ) جواب عما يقال : كيف تجرأ على قتل القبطي ؟ وحاصل إيضاح الجواب : أن قتله كان خطأ ، وقد يقال : قتله من باب دفع الصائل وهو واجب ، والاستغفار من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين . قوله : { قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ } نسبته للشيطان من حيث إنه لم يؤمر بقتل القبطي ، وظهر له أن قتله خلاف الأولى ، لما يترتب عليه من الفتن ، والشيطان تفرحه الفتن . قوله : { إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } الحق أن هذا تواضع منه ، وحسنات الأبرار سيئات المقربين . قوله : ( بحق إنعامك ) { عَلَيَّ } أشار بهذا إلى أن ما مصدرية ، والكلام على حذف مضاف ، وأشار بقوله : ( اعصمني ) إلى أن الباء متعلقة بمقدر هو هذا ، وقوله : { فَلَنْ أَكُونَ } جواب شرط قدره بقوله : ( إن عصمتني ) وأراد بمظاهرة المجرمين صحبة فرعون وانتظامه في جماعته وتكثير سواده . قوله : { فَإِذَا ٱلَّذِي } إذا فجائية ، و { ٱلَّذِي } مبتدأ نعت لمحذوف أي فإذا الإسرائيلي الذي . و { ٱسْتَنْصَرَهُ } صلته ، و { يَسْتَصْرِخُهُ } خبر المبتدإ . قوله : ( على قبطي آخر ) أي يريد أن يستخدمه ، والاستصراخ الاستغاثة ، وسميت بذلك لأن المستغيث يصوت ويصرخ في طلب الغوث . قوله : { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ } قال ابن عباس : إن القبط قالوا لفرعون : إن بني إسرائيل قتلوا منا رجلاً فخذ لنا بحقنا ، فقال : اطلبوا قاتله ومن يشهد عليه ، فبينما هم يطوفون لا يجدون بينة ، إذ مر موسى من الغد ، فرأى ذلك الإسرائيلي يقاتل فرعونياً آخر ، فاستغاثه على الفرعوني ، وكان موسى قد ندم على ما كان منه بالأمس من قتل القبطي ، فقال الإسرائيلي : { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } . قوله : ( لما فعلته أمس واليوم ) أي حيث قاتلت بالأمس رجلاً ، فقتلته بسببك ، وتقاتل اليوم آخر وتستغيثني عليه . قوله : { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ } الخ ، وذلك أن موسى أخذته الغيرة والرقة على الإسرائيلي ، فمد يده ليبطش بالقبطي ، فظن الإسرائيلي أنه يريد أن يبطش به هو ، لما رأى من غضبه وسمع من قوله : { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } قال : { يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ } الخ . قوله : { جَبَّاراً فِي ٱلأَرْضِ } الجبار هو الذي يقتل ويضرب ويتعاظم ، ولا ينظر في العواقب . قوله : { مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } أي بين الناس . قوله : ( هو مؤمن آل فرعون ) هو ابن عم فرعون واسمه حزقيل ، وقيل شمعون ، وقيل سمعان ، وهو الذي ذكر في قوله تعالى : { وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } [ غافر : 28 ] . قوله : { يَسْعَىٰ } صفة لرجل أو حال منه ، لوجود المخصص قبله . قوله : ( يتشاورون فيك ) أي يأمر بعضهم بعضاً بقتلك . قوله : ( أو غوث الله إياه ) أو مانعة خلو تجوز الجمع .