Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 29-35)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { بِأَهْلِهِ } أي زوجته وولده وخادمه . قوله : ( نحو مصر ) أي لصلة رحمه وزيادة أمه وأخيه . ورد أنه لما عزم على السير قال لزوجته : اطلبي من أبيك أن يعطينا بعض الغنم ، فطلبت من أبيها ذلك فقال : لكما كل ما ولدت هذا العام على غير شبهها ، من كل أبلق وبلقاء ، فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك الماء واسق منه الغنم ، ففعل ذلك ، فما أخطأت واحدة إلا وضعت حملها ما بين أبلق وبلقاء ، فعلم شعيب أن ذلك رزق ساقة إلى موسى وابنته ، فوفى له بشرطه وأعطاه الأغنام . قوله : { مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ } أي الأيمن بدليل ما يأتي . قوله : ( عن الطريق ) أي لنستدل عليها . قوله : ( بتثليث الجيم ) أي وكلها سبعية فالكسر قراءة الجمهور ، والضم قراءة حمزة ، والفتح قراءة عاصم . قوله : ( قطعة وشعلة ) أي عود غليظ كأن في رأسه ناراً أو لا ، قيل وهو ما رأسه نار ، فقوله : { مِّنَ ٱلنَّارِ } وصف مخصص على الأول وكاشف على الثاني . قوله : ( والطاء بدل من تاء الافتعال ) أي فأصله تصتلون ، وقعت التاء بعد أحد حروف الإطباق فقلبت طاء . قوله : ( بكسر اللام ) أي من باب رضي ، وقوله : ( وفتحها ) أي من باب رمى . قوله : { نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي } الخ ، قيل إن موسى لما رأى النار مشتعلة في الشجرة الخضراء ، علم أن ذلك لا يقدر عليه إلا الله ، فلما نودي علم أن الله هو المتكلم بذلك النداء . قوله : { ٱلأَيْمَنِ } صفة للشاطئ أو للوادي ، من اليمن وهو البركة ، أو اليمين مقابل اليسار ، والمعنى الشاطئ الذي يلي يمين موسى . قوله : { فِي ٱلْبُقْعَةِ } متعلق بنودي . قوله : { ٱلْمُبَارَكَةِ } ( لموسى ) أي لأنه في ذلك المحل حصلت له البركة التامة ، فتلك الليلة أسعد لياليه ، كليلة الإسراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : { مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } حال من الضمير في نودي ، والتقدير نودي موسى ، والحال أنه كائن في وجهة الشجرة ، وليس المراد أنه سمع الكلام من جهة الشجرة فقط ، بل المحققون على أنه سمع الكلام بجميع أجزائه ، بلا حرف ولا صوت من جميع جهاته ، كما يكون لنا في الآخرة عند رؤية ذاته تعالى ، بلا كيف ولا انحصار . قوله : ( بدل ) أي بدل اشتمال . قوله : ( أو عوسج ) أي شوك . قوله : ( مفسرة ) أي لأنه تقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه . قوله : ( لا مخففة ) أي لعدم إفادتها المعنى المقصود . قوله : { إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } هكذا قال هنا ، وي سورة طه : { إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ } [ طه : 12 ] . وقال في النمل : { نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا } [ النمل : 8 ] ولا تنافي بل الكل قال الله له . قوله : { وَأَنْ أَلْقِ } عطف على قوله : { أَن يٰمُوسَىٰ } . قوله : ( من سرعة حركتها ) أي فهو وجه شبهها بالجان ، وقوله في الآية الأخرى { فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } [ الأعراف : 107 ] أي في عظم الجثة ، فتحصل أنها باعتبار الجثة كالثعبان العظيم ، وباعتبار الخفة وسرعة الحركة كالحية الصغيرة . قوله : { وَلَّىٰ مُدْبِراً } أي باعتبار الطبع البشري حين رآها بهذه الصفة ، ورد أنها لم تدع شجرة ولا صخرة إلا ابتلعتها ، حتى إن موسى سمع صرير أسنانها ، وقعقعة الشجر والصخر في جوفها ، فحينئذ ولى مدبراً . قوله : ( من الأدمة ) أي الحمرة . قوله : ( تغشى البصر ) أي تغطيه . قوله : { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } جعل الجناح هنا مضموماً ، وفي أية طه مضموماً إليه حيث قال { وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ } [ طه : 22 ] لأن المراد بالجناح المضموم اليد اليمنى ، وبالجناح المضموم إليه اليد اليسرى ، وكل من اليدين جناح قوله : { مِنَ ٱلرَّهْبِ } متعلق باضمم . قوله : ( بفتح الحرفين ) الخ ، أي فالقراءات ثلاث سبعيات . قوله : ( بأن تدخلها ) أي تدخل اليد اليمنى التي حصل فيها البياض في جيبك ، فتعود لحالتها الأولى ، فيزول عنك الخوف والفزع الذي حصل لك . قوله : ( كالجناح للطائر ) أي لأن الطائر إذا خاف نشر جناحيه ، وإذا أمن واطمأن ضمهما إليه ، قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فالمشددة تثنية ذلك بلام البعد ، والمخفف تثنية ذاك ، فالتشديد عوض عن اللام في المفرد . قوله : ( وإنما ذكر المشار به ) الخ ، جواب عما يقال : إن العصا واليد مؤنثتان ، فكان اللائق الإشارة إليهما بتان ، فأجاب بأنه روعي الخبر قوله : ( مرسلان ) أشار بذلك إلى أن قوله : { مِن رَّبِّكَ } متعلق بمحذوف صفة بـ { بُرْهَانَانِ } . قوله : { وَمَلَئِهِ } أي جماعته . قوله : { لِسَاناً } أي كلاماً . قوله : ( ردءاً ) حال من ضمير أرسله . قوله : ( بفتح الدال ) أي مع التنوين وهي سبعية أيضاً . قوله : { يُصَدِّقُنِي } أي يقويني في الصدق عند الخصم ، بتوضيح الحجج والبراهين . قوله : ( جواب الدعاء ) أي الذي هو قوله : { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ } لأن طلب الأدنى من الأعلى دعاء . قوله : { أَن يُكَذِّبُونِ } أي بسبب العقدة التي كانت في فيه ، بسبب الجمرة التي وضعها وهو صغير في فيه . قوله : ( نقويك ) أي فشد العضد كناية عن التقوية من إطلاق السبب وإرادة المسبب ، لأن شد العضد يسلتزم شد اليد ، وشد اليد مستلزم للقوة . قوله : ( بسوء ) متعلق بيصلون ، وقوله : { بِآيَاتِنَآ } متعلق بمحذوف قدره بقوله : ( اذهبا ) بدليل الآية الأخرى { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } [ طه : 43 ] وجمعهما في ضمير واحد ، مع أن هارون لم يكن حاضراً مجلس المناجاة ، بل كان في ذلك الوقت بمصر ، لأن الله أرسل جبريل إلى هارون بالرسالة وهو بمصر في ذلك الوقت ، فموسى سمع الخطاب من الله بلا واسطة ، وهارون سمعه بواسطة جبريل .