Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 36-43)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا } المراد بها العصا واليد ، وجمعهما لأن كل واحدة اشتملت على آيات متعددة ، وتقدم ذلك في سورة طه . قوله : { قَالُواْ } أي فرعون وقومه . قوله : ( مختلق ) أي مخترع من قبل نفسه . قوله : { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الخ ، هذا محض عناد وكذب ، إذ هم يعرفون أن قبله الرسل ، كإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم . قوله : ( بواو وبدونها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى الواو يكون تابعاً لما قبله ، وعلى حذفها يكون الكلام مستأنفاً في جواب سؤال . قوله : ( أي عالم ) أشار بذلك إلى أنه لا مفاضلة في أوصاف الله تعالى ، لأن التفاضل من مقتضيات الحدوث وهو مستحيل عليه ، فلا تفاضل بين صفاته مع بعضها ، ولا مع صفات خلقه . قوله : ( عطف على من قبلها ) أي فهي في محل جر ، والعلم مسلط عليها . قوله : ( بالفوقانية والتحتانية ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فله خبر { تَكُونُ } مقدم ، و { عَاقِبَةُ } اسمها مؤخر على كلا الوجهين ، وذكر الفعل على قراءة التحتانية للفصل ، ولأنه مجازي التأنيث . قوله : ( أي العاقبة المحمودة ) الخ ، أشار بذلك إلى أن المراد بالدار ، الدار الآخرة ، وأن الإضافة على معنى في ، ويصح أن المراد بالدار دار الدنيا ، والمراد بالعاقبة المحمودة الجنة ، إذ العاقبة قسمان : مذمومة ومحمودة ، فالجنة عاقبة محمودة ، والنار عاقبة مذمومة . قوله : ( وهو أنا في الشقين ) تفسير للموصول كأنه قال : إن لم تشهدوا لي بالصدق وبأن العاقبة المحمودة لي ، فالله عالم بأني جئت بالهدى ، وبأن العاقبة المحمودة لي . قوله : { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ } تعليل لقوله : { رَبِّيۤ أَعْلَمُ } الخ . قوله : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ } الخ ، أي بعد أن شاهد إيمان السحرة وما وقع منهم . قوله : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } أي ليس لي علم بوجود إله غيري ، وليس مراده بإلهية نفسه ، كونه خالقاً للسماوات والأرض وما فيهما ، إذ لا يشك عاقل في أن الله هو الخالق لكل شيء ، وكان اعتقاده أن العالم العلوي أثر في العالم السفلي ، فلا حاجة للصانع . قوله : { عَلَى ٱلطِّينِ } أي بعد اتخاذه لبناً ، وقيل إنه أول من اتخذ الآجر وبنى به ، وهو الذي علم صنعته لهامان ، ولما أمر وزيره هامان ببناء الصرح ، جمع هامان العمال والفعلة ، حتى اجتمع عنده خمسون ألف بناء ، سوى الأتباع والأجراء ، فطبخ الآجر والجبس ، ونشر الخشب ، وسبك المسامير ، فبنوه ورفعوه ، حتى ارتفع ارتفاعاً ، لم يبلغه بناء أحد من الخلق ، فلما فرغوا ، ارتقى فرعون فوقه ، وأمر بنشابة فضربها نحو السماء ، فردت إليه وهي ملطخة دماً فقال : قد قتلت إله موسى ، وكان فرعون يصعد هذا الصرح راكباً على البراذين ، فبعث الله جبريل عليه السلام عند غروب الشمس ، فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع ، قطعة وقعت على عسكر فرعون فقتلت منهم ألف ألف ، وقطعة وقعت في البحر ، وقطعة وقعت في المغرب ، ولم يبق أحد عمل في الصرح عملاً إلا هلك . قوله : { لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ } كأنه من قبحه توهم أن إله موسى في السماء يمكن الرقي إليه . قوله : ( وأنه رسوله ) أي أن موسى رسول الإله . قوله : { وَٱسْتَكْبَرَ } أي تكبر . قوله : { فِي ٱلأَرْضِ } أي أرض مصر . قوله : ( بالبناء للفاعل والمفعول ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { فَأَخَذْنَاهُ } أي عقب تكبره وعناده . قوله : { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبر به المشركين ، فيرجعوا عن كفرهم وعنادهم . قوله : ( وإبدال الثانية ياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، لكن قراءة الإبدال من طريق الطيبة لا من طريق الشاطبية . قوله : ( بدعائهم إلى الشرك ) أي المؤدي للنار . قوله : { وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } أي المطرودين أو الموسومين بعلامة منكرة ، كزرقة العيون وسواد الوجه . قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } إخبار من الله لقريش بامتنانه على بني إسرائيل ، حين أهلك الأمم الماضية ، لما عاندوا وكذبوا رسلهم ، وساروا في زمن فترة بإنزال التوراة ليتعبدوا بها ، والمقصود من ذلك تعداد النعم على هذه الأمة المحمدية ، والمعنى كما أنزل على موسى التوراة وقومه في فترة وجهل ، أنزل على محمد القرآن وقومه في فترة وجهل ليهتدوا به . قوله : ( وعاد وثمود ) عطف على ( قوم نوح ) ولم ينونه لأنه علم على القبيلة ، وهو بهذا الاعتبار ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . قوله : ( وغيرهم ) أي كفرعون . قوله : ( حال من الكتاب ) أي إما على حذف مضاف أي ذا بصائر ، أو مبالغة على حد ما قيل في زيد عدل ، وكذا يقال في قوله : { هُدًى وَرَحْمَةً } قوله : ( أي أنواراً للقلوب ) أي تبصر به القلوب ، كما أن إنسان العين تبصر به العين . قوله : { لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي فالعاقل إذا علم أن كتاب الله ، من أوصافه أنه منور للقلوب ، وهاد من الضلالة ، ورحمة لمن صدق به ، بادر إلى امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، ولا يرضى لنفسه بالتواني والكسل والعناد .