Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 44-46)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } الخ ، المقصود من ذلك إقامة الحجة على من كذبه صلى الله عليه وسلم ، يعني كيف تكذبونه بعد إتيانه بتفاصيل ما حصل للأمم السابقة وأنبيائهم ؟ والحال أنكم تعلمون أنه لم يكن حاضراً ذلك ولا مشاهداً له . قوله : { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } إن قلت : إن هذا معلوم نفيه من قوله : { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } فما ثمرة ذكره عقبه ؟ أجيب بأنه لا يلزم من كونه هناك على فرض حصول مشاهدته لذلك ، ولذلك قال ابن عباس : لم تحضر ذلك الموضع ، ولو حضرته ما شاهدت ما وقع فيه . قوله : ( بعد موسى ) أي لأن أنبياء بني إسرائيل الذي يتعبدون بالتوراة كداود وسليمان وزكريا ويحيى وذا الكفل . كائنون بعد موسى . قوله : ( واندرست العلوم ) أي فكيف يأتيك الخبر من غير وحي . قوله : ( وأوحينا إليك خبر موسى وغيره ) أي ليكون معجزة لك وتذكيراً لقومك . قوله : { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } إن قلت : إن قصة مدين متقدمة على قصة الإرسال ، فكان مقتضى الترتيب ذكرها قبلها . أجيب : بأن المقصود تعداد العجائب من غير نظر للترتيب ، إشارة إلى أن أي واحدة تكفي في إثبات صدقه فيما يخبر به عن ربه . قوله : ( مقيماً ) أي إقامة طويلة تشعر بمعرفتك قصتهم . قوله : { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ } متعلق بثاوياً . قوله : { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } أي أنزلنا عليك كتاباً فيه هذه الأخبار تتلوها عليهم ، ولولا ذلك ما علمتها ولم تخبرهم بها . قوله : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } أي كما لم تحضر يا محمد جانب المكان الغربي ، إذ أرسل الله موسى إلى فرعون ، فكذلك لم تحضر جانب الطور ، إذ نادينا موسى لما أتى الميقات مع السبعين لأخذ التوراة ، وبين الإرسال وإيتاء التوراة نحو ثلاثين سنة ، وهذا بالنظر للعالم الجسماني لإقامة الحجة على الخصم ، وأما بالنظر للعالم الروحاني ، فهو حاضر رسالة كل رسول ، وما وقع له من لدن آدم إلى أن ظهر بجسمه الشريف ، ولكن لا يخاطب به أهل العناد قوله : { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } أي لوجودهم في فترة بينك وبين عيسى وهي ستمائة سنة .