Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 47-49)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم } الخ ، { لَوْلاۤ } حرف امتناع لوجود ، و { أَن } وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ ، وخبره محذوف وجوباً تقديره موجود كما قال المفسر . قوله : { فَيَقُولُواْ } عطف على { تُصِيبَهُم } والفاء للسببية . قوله : ( وجواب لولا ) أي الأولى ، وأما الثانية فهي تحضيضية . قوله : ( أو لولا قولهم ) الخ ، أي فالمعنى الأول فيه انتفاء الجواب ، وهو عدم الإرسال بثبوت ضده وهو الإرسال ، لوجود السبب والمسبب معاً ، والمعنى الثاني لوجود المسبب الناشئ عن السبب فتدبر . قوله : ( لما أرسلناك إليهم رسولاً ) أي فالحامل على ذلك تعللهم بهذا القول ، فالمعنى امتنع عدم إرسالنا لك ، لوجود المصائب المسبب عنها قولهم { لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ } الخ ، إن قلت : إن الآية تقتضي وجود إصابتهم بالمصائب وقولهم المذكور ، والواقع أنهم حين نزول تلك الآيات ، لم يصابوا ولم يقولوا . أجيب : بأن الآية على سبيل الفرض والتقدير ، فالمعنى لولا إصابة المصائب لهم ، واحتجاجهم على سبيل الفرض والتقدير ، لما أرسلناك إليهم ، فهو بمعنى قوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } [ طه : 134 ] الآية . قوله : { قَالُواْ } أي تعنتاً . قوله : ( أو الكتاب جملة ) أشار بذلك إلى قول آخر في تفسير المثل . قوله : { مِن قَبْلُ } أي قبل ظهورك . قوله : { سِحْرَانِ } خبر لمحذوف أي هما . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( تعاونا ) أي بتصديق كل منهما الآخر ، وذلك أن كفار مكة ، بعثوا رهطاً منهم إلى رؤساء اليهود بالمدينة في عيد لهم ، فسألوهم عن شأنه عليه السلام فقالوا : إنا نجده في التوراة بنعته وصفته ، فلما رجع الرهط وأخبروهم بما قالت اليهود قالوا ما ذكر . قوله : ( والكتابين ) الواو بمعنى أو . قوله : { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ } الخ ، أي إذا لم تؤمنوا بهذين الكتابين ، فائتوا بكتاب من عند الله واضح في هداية الخلق ، فإن أتيتم به اتبعته ، وهذ تنزل للخصم زيادة في إقامة الحجة عليهم . قوله : { أَتَّبِعْهُ } مجزوم في جواب شرط مقدر تقديره إن أتيتم به أتبعه .