Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 50-54)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ } أي لم يفعلوا ما أمرتهم به . قوله : { أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ } أي ليس لهم مستند إلا اتباع هواهم الفاسد . قوله : ( لا أضل منه ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا } العامة على تشديد الصاد ، وهو مأخوذ إما من وصل الشيء بالشيء ، بمعنى جعله تابعاً له ، لأن القرآن تابع بضعه بعضاً ، قال تعالى : { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } [ الفرقان : 33 ] أو من وصل الحبل جعله أوصالاً أي أنواعاً ، لأن القرآن أنواع ، كالوعد والوعيد ، والقصص والعبر والمواعظ . قوله : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } الاسم الموصول مبتدأ ، و { آتَيْنَاهُمُ } صلته ، وهم مبتدأ ثان وبه متعلق بيؤمنون ، و { يُؤْمِنُونَ } خبر الثاني ، وهو وخبره خبر الأول . قوله : ( أيضاً ) أي كما آمنوا بكتابهم . قوله : ( نزلت في جماعة أسلموا من اليهود ) الخ ، قال ابن عباس : نزلت في ثمانين من أهل الكتاب ، أربعون من نجران ، واثنان وثلاثون من الحبشة ، وثمانية من أهل الشام ، وقيل إنها نزلت في أربعين رجلاً قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوا ما بالمسلمين من الحاجة والخصاصة قالوا : يا رسول الله إن لنا أموالاً ، فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا بها المسلمين ، فأذن لهم فانصرفوا ، فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين ، والمقصود من قصد هؤلاء الثناء عليهم والفخر بهم على المشركين . قوله : { إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } إي فإسلامنا ليس بمتجدد ، بل هو موافق لما عندنا ، لأن في كتبهم صفة النبي ونعته ، فتمسكوا بكتابهم ولم يغيروا ولم يبدلوا إلى أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظروا في صفاته وأحواله ، فلما وجدوها مطابقة لما عندهم ، أظهروا ما كان عندهم من الإسلام . قوله : ( بصبرهم ) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية ، وقوله : ( على العمل بهما ) أي أو على أذى المشركين ومن عاداهم من أهل دينهم . قوله : { وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } أي يدفعون الكلام القبيح ، كالسب والشتم الحاصل لهم من أعدائهم بالحسنة ، أي الكلمة الطيبة الجميلة ، أو المعنى إذا وقعت منهم معصية أتبعوها بطاعة كالتوبة .