Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 55-57)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ } الخ ، وذلك أن المشركين كانوا يسبون مؤمني أهل الكتاب ويقولون : تبّاً لكم ، أعرضتم عن دينكم وتركتموه ، فيعرضون عنهم ويقولون { لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } قوله : ( سلام متاركة ) أي إعراض وفراق لا سلام تحية . قوله : ( لا نصحبهم ) الأوضح أن يقول : لا نطلب صحبتهم . قوله : ( ونزل في حرصه ) الخ ، وذلك أنه لما احتضرته الوفاة ، جاؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " يا عم قل لا إله إلله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ، فقال : يا ابن أخي ، قد علمت أنك لصادق ، ولكني أكره أن يقال جزع عن الموت ، ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة بعدي لقلتها ، ولأقررت بها عينك عند الفراق ، لما أرى من شدة وجدك ونصيحتك ، ثم أنشد : " @ ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا @@ " ولكن سوف أموت على ملة الأشياخ : عبد المطلب وهاشم وبني عبد مناف ثم مات ، فأتى علي ابنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له : عمك الضال قد مات ، فقال له : اذهب فواره " وما تقدم من أنه لم يؤمن حتى مات هو الصحيح ، وقيل : إنه أحيي وأسلم ثم مات ، ونقل هذا القول عن بعض الصوفية . قوله : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } أي لا تقدر على هدايته . إن قلت : إن بين هذه الآية وآية { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الشورى : 52 ] تناف . أجيب : بأن المنفي هنا خلق الاهتداء ، والمثبت هناك الدلالة على الدين القويم . قوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } أي فسلم أمرك لله ، فإنه أعلم بأهل السعادة وأهل الشقاوة ، ولا يبالي بأحد . قوله : ( أي قومه ) أي وهم بعض أهل مكة ، كالحرث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف ، فإنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إنا نعلم أنك على الحق ، ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب ، أن يتخطفونا من أرضنا . قوله : { ٱلْهُدَىٰ } أي هو دين الإسلام . قوله : { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً } أي نجعل مكانهم حرماً ذا أمن ، وعدي بنفسه لأنه بمعنى جعل ، يدل عليه الآية الأخرى وهي : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } [ العنكبوت : 67 ] . قوله : ( يأمنون فيه ) أشار بذلك إلى أن في الكلام مجازاً عقلياً . قوله : { يُجْبَىٰ } أي تحمل وتساق . قوله : ( بالفوقانية والتحتانية ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } مجاز عن الكثرة كقوله : { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } [ النمل : 23 ] قال بعض العارفين : من يتعلق ببيت الله الحرام ويسعى إليه ، فهو من خيار الخلق ، لقوله في الآية : { يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } . قوله : ( من كل أوب ) أي ناحية وطريق وجهة . قوله : { رِّزْقاً } إما بمعنى مرزوقاً ، فيكون منصوباً على الحال من ثمرات ، أو باق على مصدريته ، فيكون مفعولاً مطلقاً مؤكداً لمعنى يحبى ، أي نرزقهم رزقاً . قوله : ( أن ما نقوله حق ) قدره إشارة إلى أن مفعول { يَعْلَمُونَ } محذوف .