Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 70-75)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } أي هو مستحق للثناء بالجميل في الدنيا والجنة ، لأنه لا معطي للنعم فيهما ، إلا هو سبحانه تعالى ، فالمؤمنون يحمدونه في الجنة بقولهم : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ، كما حمدوه في الدنيا ، لكن الحمد لله في الدنيا مكلفون به ، وأما في الآخرة فهو تلذذ لانقطاع التكليف بالموت . قال العلماء : لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا والآخرة ، حتة يسأل الله تعالى الخيرة في ذلك ، وذلك بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة ، يقرأ في الركعة الأولى بعد أم القرآن { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } الآية ، وفي الثانية { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [ الأحزاب : 36 ] الآية ، ثم يدعو بالدعاء الوارد في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : " إذا هم أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني استخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال في عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال في عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ، قال : ويسمي حاجته " . وروي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا أنس إذا هممت بأمر ، فاستخر ربك فيه سبع مرات ، ثم انظر إلى ما يسبق إلى قلبك واعلمه ، فإن الخير فيه " انتهى ، فإن لم يكن يحفظ الشخص هاتين الآيتين فليقرأ { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ } [ الكافرون : 1 ] والإخلاص ، فإن لم يكن يحفظ هذا الدعاء فليقرأ : اللهم خر لي ، واختر لي ، كما روي عن عائشة عن أبي بكر رضي الله عنهما . واعلم أن هذه الكيفية هي الواردة في الحديث الصحيح ، وأما الاستخارة بالمنام أو بالمصحف أو السبحة ، فليس وارداً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذا كرهه العلماء وقالوا : إنه نوع من الطيرة . قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ } الخ { أَرَأَيْتُمْ ٱللَّهُ } ، و { جَعَلَ } تنازعاً في الليل ، أعمل الثاني واضمر في الأول وحذف ، وهو مفعوله الأول ، ومفعوله الثاني جملة الاستفهام بعده ، و { إِن } حرف شرط ، و { جَعَلَ } فعل الشرط ، و { ٱللَّهُ } فاعله ، و { ٱلْلَّيْلَ } مفعول أول ، و { سَرْمَداً } مفعول ثان ، وجواب الشرط محذوف تقديره ماذا تفعلون ، وتقدم الكلام على نظيرتها في الأنعام . قوله : { سَرْمَداً } من السرد وهو المتابعة والاطراد . قوله : ( دائماً ) أي بأن يسكن الشمس تحت الأرض . قوله : { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } متعلق بجعل . قوله : { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } ( بزعمكم ) دفع بذلك ما يقال : إن المقام لها لأنها لطلب التصديق ، لا من التي لطلب التعيين ، لأنه يوهم وجود آلهة غيره تعالى ، فأجاب : بأنه مجاراة للمشركين في زعمهم وجود آلهة معه . قوله : ( سماع تفهم ) أي تدبر واعتبار ، لأن مجرد الإبصار لا يفيد . قوله : { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً } أي بأن يسكن الشمس في وسط السماء . قوله : { وَمِن رَّحْمَتِهِ } أي تفضله وإحسانه . قوله : { جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } الخ ، أي لأن المرء في الدنيا ، لا بد وأن يحصل له التعب ، ليحصل ما يحتاج إليه في معاشه ، فجعل الله له محل تكسب وهو النهار ، ومحل راحة وسكون ليستريح من ذلك التعب وهو الليل . قوله : { وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } استفيد من الآية مدح السعي في طلب الرزق لما ورد : الكاسب حبيب الله . قوله : ( ذكر ثانياً ليبنى عليه ) { وَنَزَعْنَا } الخ ، أي وإشارة إلى أن الشرك أمره عظيم ، لا شيء أجلب منه لغضب الله ، كما أن التوحيد عظيم ، لا شيء أجلب منه لرضا الله . قوله : ( يشهد عليهم بما قالوا ) أي وأمة محمد يشهدون للأنبياء بالتبليغ ، وعلى الأمم بالتكذيب . قوله : { أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } أي التوحيد لله خاصة لا لغيره . قوله : ( من أن معه شريكاً ) بيان لما .