Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 77-80)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا } أي بأن تصرف عمرك في مرضاة ربك ، ولا تدع نفسك من غير خير ، فتصير يوم القيامة مفلساً ، لما في الحديث : " اغتنم خمساً من خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك وحياتك قبل مماتك " . وقيل المراد بالنصيب الكفن ومؤن التجهيز ، قال الشاعر : @ نصيبك مما تجمع الدهر كله رداءان تدرج فيهما وحنوط @@ قوله : { وَأَحْسِن } ( للناس بالصدقة ) المناسب حمله على العموم ، ويكون تفسيراً لقوله : { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا } وقوله : { كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } الكاف للتشبيه ، وما مصدرية ، والمعنى وأحسن إحساناً كإحسان الله إليك ، أو للتعليل . قوله : { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } جواب لما قالوه من الجمل الخمس ، كأنه ينكر محض الفضل ، والمعنى إنما أوتيته حال كوني متصفاً بالعلم الذي عندي ، فأعطاني الله تلك الأموال لكوني مستحقاً لها لفضلي وعلمي . قوله : ( وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة ) وقيل العلم الذي فضل به هو علم الكيمياء ، فإن موسى علمه ثلثه ، ويوشع ثلثه ، وكالب ثلثه ، فخدعهما قارون حتى أضاف ما عندهما إلى ما عنده ، فكان يأخذ الرصاص فيجعله فضة ، ومن النحاس فيجعله ذهباً ، فكثر بذلك ماله وتكبر ، وعلى هذا فقوله : { عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } المراد به علم الكيمياء ، ويكون المعنى اكتسبته بعلمي الذي عندي ، لا من فضل الله كما تقولون . قوله : { أَوَلَمْ يَعْلَمْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة عليه ، والتقدير أيدعي ولم يعلم أن الله الخ ، والاستفهام للتوبيخ ، والمعنى أنه إذا أراد إهلاكه لم ينفعه ذلك . قوله : { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي لا يسألهم الله عن ذنوبهم إذا أراد عقابهم . إن قلت : كيف الجمع بين هذا وبين قوله تعالى : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ الحجر : 92 - 93 ] ؟ أجيب : بأن السؤال قسمان : سؤال استعتاب ، وسؤال توبيخ وتقريع ، فالمنفي سؤال الاستعتاب الذي يعقبه العفو والغفران ، كسؤال المسلم العاصي ، والمثبت سؤال التوبيخ الذي لا يعقبه إلا النار ، قوله : { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ } عطف على قوله : { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } وما بينهما اعتراض ، وكان خروجه يوم السبت ، وقوله : ( بأتباعه ) قيل كانوا أربعة آلاف ، وقيل تسعين ألفاً عليهم المعصفرات ، وهو أول يوم ريء فيه المعصفرات ، وكان عن يمينه ثلاثمائة غلام ، وعن يساره ثلاثمائة جارية بيض عليهن الحلي الديباج ، وكانت خيولهم وبغالهم متحلية بالديباج الأحمر ، وكانت بغلته شهباء بياضها أكثر من سوادها ، سرجها من ذهب ، وكان على سرجها الأرجوان ، بضم الهمزة والجيم وهو قطيفة حمراء . قوله : { قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } أي وكانوا مؤمنين غير أنهم مجحوبون . قوله : ( كلمة زجر ) أي وهي منصوبة بمقدر ، أي ألزمكم الله ويلكم ، والأصل في الويل الدعاء بالهلاك ، ثم استعمل في الزجر والردع . قوله : ( مما أوتي قارون في الدنيا ) أي لأن الثواب منافعه عظيمة . قوله : { وَلاَ يُلَقَّاهَآ } أي يوفق للعمل بها . قوله : ( على الطاعة وعن المعصية ) أي وعلى الرضا بأحكامه تعالى .