Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 24-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ } الخ ، أي لم يكن جواب قوم إبراهيم له ، حين أمرهم بعبادة الله ، وترك ما هم عليه من عبادة الأوثان ، جزاء لما صدر منه من النصيحة إلا ذلك ، فإن النفس الخبيثة أبت أن لا تخرج من الدنيا حتى تسيء إلى من أحسن إليها ، وهذا الكلام واقع من كبارهم لصغارهم ، لأن الشأن أن الأمر بالقتل أو التحريق يكون من الكبار ، والذي يتولى ذلك الصغار ، وإنما أجابوا بذلك عناداً بعد ظهور الحجة منه . قوله : { أَوْ حَرِّقُوهُ } أتى هنا بالترديد ، واقتصر في الأنبياء على أحد الأمرين ، وهو الذي فعلوه ، إلى أن ما هنا حكاية عن أصل تشاورهم ، وما في الأنبياء عن عزمهم وتصميمهم على ما فعلوه ، قوله : { فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ } في الكلام حذف ، والتقدير فقذفوه في النار فأنجاه الله الخ ، وإلى هذا أشار المفسر بقوله : ( التي قذفوه فيها ) . قوله : ( هي ) اي الآيات . قوله : ( وإخمادها ) أي سكون لهبها مع بقاء جمرها ، وأما الأهماد فهو طفء النار بالمرة . قوله : ( في زمن يسير ) أي مقدار طرفة عين . قوله : ( لأنهم المنتفعون ) علة لمحذوف ، والتقدير خصوا بالذكر لأنهم الخ . قوله : { وَقَالَ } ( إبراهيم ) عطف على قوله : { فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ } . قوله : { إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً } إن حرف توكيد ونصب ، وما مصدرية ، و { ٱتَّخَذْتُمْ } صلتها مسبوكة بمصدر اسم إن ، و { أَوْثَاناً } مفعول أول ، والمفعول الثاني محذوف قدره المفسر بقوله : ( تعبدونها ) و { مَّوَدَّةَ } خبر إن ، و { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } حال من { أَوْثَاناً } وهذا على قراءة الرفع ، وقوله : ( وعلى قراءة النصب ) مفعول ( وما كافة ) أي سواء قرى بتنوين { مَّوَدَّةَ } ونصب { بَيْنِكُمْ } أو بعدم التنوين ، وخفض بينكم واتخذ إما متعد لواحد أو لاثنين ، والثاني هو قوله : { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } ويصح أن تكون ما اسماً موصولاً ، و { ٱتَّخَذْتُمْ } صلته والعائد محذوف ، والتقدير إن الذي اتخذتموه من دون الله أوثاناً تعبدونها لأجل المودة بينكم ، ونقل عن عاصم أنه رفع مودة غير منونة ونصب بينكم ، وخرجت على إضافة مودة للظرف ، وبنى لاضافته لغير متمكن كقراءة : { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 94 ] بالفتح إذا جعل بينكم فاعلاً ، فتحصل أن القراءات أربع : الرفع مع جر بين وفتحها ، والنصب مع جر بين وفتحها ، وكلها سبعي . قوله : ( المعنى ) أي الحاصل من تلك القراءات . قوله : ( يتبرأ القادة ) أي ينكرونهم ويقولون لهم لا نعرفكم . قوله : ( صدق إبراهيم ) أي نبوته وإن كان مؤمناً قبل ذلك ، ويجب الوقف على لوط لأن قوله : { وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ } من كلام إبراهيم ، فلو وصل لتوهم أنه من كلام لوط . قوله : ( أي إلى حيث أمرني ربي ) دفع بذلك ما يتوهم من ظاهر اللفظ إثبات الجهة له سبحانه وتعالى . قوله : ( وهاجر من سواد العراق ) أي فنزل بحران هو وزوجته سارة ولوط ابن أخيه ، ثم انتقل منها فنزل بفلسطين ونزل لوط بسذوم ، وكان عمر إبراهيم إذ ذاك خمساً وسبعين سنة .