Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 5-7)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ } أي يعتقد ويجزم بأنه يلاقي الله ، فيرجو رحمته ، ويخاف عقابه ، وهذا التفسير أتم مما قاله المفسر ، لأن المؤمن المصدق بلقاء الله ، لا بد له من الرجاء والخوف معاً ، ويؤيد ما قلناه جواب الشرط الذي قدره بقوله : ( فليستعد له ) أي يتهيأ ويستحضر للرحمة والنجاة من العذاب . قوله : { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ } ليس هذا هو جواب الشرط ، وإلا لزم أن من لا يرجو لقاء الله ، لا يكون أجل الله آتياً له ، بل الجواب ما قدره المفسر . قوله : ( بأفعالهم ) أي وعقائدهم قوله : ( جهاد حرب ) أي وهو الجهاد الأصغر ، وقوله : ( أو نفس ) أي وهو الجهاد الأكبر ، وذلك أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم والنفس أخته ، ولا تغيب عن الإنسان أبداً ، وهي خفية تظهر المحبة لصاحبها ، بخلاف العدو من الكفار ، وأيضاً إذا قتله الكافر كان شهيداً ، وأما إذا قتلته نفسه ، فإما عاص أو كافر ، فلا شك أن جهاد النفس ، أكبر من جهاد الكفر ، ولذا ورد في الحديث أنه قال بعد رجوعه من الجهاد : " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " قيل : يا رسول الله ، وأي جهاد أكبر من هذا ؟ قال : " جهاد النفس والشيطان " . قوله : { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } أي فلا تمنوا بطاعتكم وخدمتكم على ربكم فالفضل له في توفيقكم لعبادته ، فالحصر إضافي فلا ينافي أنه ينتفع غيره بجهاده ، كما ينتفع الآباء بصلاح الأولاد ، فالمقصود نفي النفع عن الله لاستحالته عليه . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } أي فلا يصل منهم نفع ولا ضر لما في الحديث القدسي : " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك من ملكي شيئاً " . قوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الخ ، مبتدأ خبره الجملة القسمية ، وهذا وعد حسن للمتصفين بالإيمان . قوله : { لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } أي لا نؤاخذهم بها ، وهذا ظاهر في غير المعصومين ، وأما المعصومون فلا سيئات لهم ، فما معنى تكفيرها ؟ أجيب : بأن الكلام على الفرض والتقدير ، يعني لو وجدت منهم سيئات تكفر ، أو المراد بالسيئات خلاف الأولى على حسب مقامهم ، ومن هنا قيل : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، قوله : ( بمعنى حسن ) أي فاسم التفضيل ليس على بابه ، لأنه يوهم أنهم يجازون على الأحسن لا على الحسن ، وقد يقال : المراد بالأحسن الثواب الواقع في مقابلة الأعمال الصالحة ، فالمعنى عليه حينئذ تضاعف لهم الثواب في نظير أعمالهم الصالحة فتأمل .