Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 48-52)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ } شروع في إثبات الدليل على أن القرآن من عند الله وأنه معجز للشر ، كأن الله يقول لأهل الكتاب : أنتم لا عذر لكم في إنكار القرآن ، ولا في تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن من جملة صفاته في كتبهم ، أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب ، ووجد بهذه الصفة ، فلو فرض أنه كان يكتب أو يقرأ ، لحصل لكم الشك في نبوته ، وفي القرآن ، لوجوده على خلاف الصفة التي في كتبهم . قوله : { مِن كِتَابٍ } مفعول { تَتْلُواْ } و { مِن } زائدة . قوله : ( أي لو كنت قارئاً كاتباً ) لف ونشر مرتب . قوله : ( اليهود ) لا مفهوم له . قول : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ } إضراب عما تقدم من الارتياب . قوله : ( أي المؤمنين يحفظونه ) أي لفظاً ومعنى لما ورد : " وجعلت من أمتك أقواماً قلوبهم أناجيلهم أي كالأناجيل " والمعنى أن القرآن محفوظ في صدروهم وثابت فيها ، كما كان كتاب النصارى ثابتاً في أناجيلهم . قوله : { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } أي القرآن . قوله : ( اليهود ) تقدم ما فيه . قوله : ( وفي قراءة آيات ) أي وهما سبعيتان . قوله : ( ينزلها كيف يشاء ) أعلى على ما يريد ، ولا دخل لأحد في ذلك لأن المعجزة أمر خارق للعادة يأتي بفضل الله . قوله : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة عليه ، التقدير أجهلوا ولم يكفهم الخ ، والاستفهام للتوبيخ . قوله : { أَنَّآ أَنزَلْنَا } أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل يكف ، والتقدير أولم يكفهم إنزالنا . قوله : ( مستمرة لا انقضاء لها ) أخذ ذلك من قوله : { يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } . قوله : ( بخلاف ما ذكر من الآيات ) أي فانقضت بموت الرسل . قوله : { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } خصوا بالذكر لأنهم هم المنتفعون بذلك . قوله : ( ومنه حالي وحالكم ) أي من جملة ما في السماوات والأرض . قوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ } أي خضعوا له وعبدوه . قوله : ( حيث اشتروا الكفر بالإيمان ) أي أخذوا الكفر وتركوا الإيمان .