Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 53-57)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى } ( له ) أي للعذاب . قوله : { وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً } أي كوقعة بدر ، فإنها أتتهم على حين غفلة . قوله : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي لا يظنون أن العذاب يأتيهم أصلا . قوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } تعجب من قلة فطنتهم ومن تعنتهم ، والمعنى : كيف يستعجلون العذاب ، والحال أن جهنم محيطة بهم يوم القيامة لا مفر لهم منها ؟ قوله : { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ } ظرف لقوله محيطة ، والمعنى على الاستقبال ، أي ستحيط بهم في ذلك اليوم . قوله : { مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } تفسير للاحاطة وهو بمعنى قوله تعالى : { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [ الأعراف : 41 ] . قوله : ( أي نأمر بالقول ) إنما أوله جمعاً بين ما هنا ، وبين قوله في الأخرى { لاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } [ البقرة : 174 ] . قوله : ( أي جزاءه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } خطاب لفقراء الصحابة الذين كانوا يخافون من إظهار الإسلام في مكة كما قال المفسر ، والإضافة لتشريف المضاف . قوله : { فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } إياي منصوب بفعل محذوف دل عليه المذكور . قوله : ( كانوا في ضيق ) الخ ، أي فوسع الله لهم الأمر ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فمن تعسرت عليه العبادة في بلده ، فعليه أن يهاجر منها للبلد تتيسر له فيها لقوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] فالمهم العبادة أي مكان تيسر ، ولا يعول على مكان في الدنيا ، لأنها دار ممر لا مقر . في طريق لا يعول على مسكن ولا قرار في طريقه . قوله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } أي لاتقيموا بدار الشرك خوفاً من الموت فإن { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } فالحكمة في تخويفهم من الموت ، كون مفارقة الأوطان تهون عليهم ، فإن من أيقن بالموت هان عليه كل شيء في الدنيا .