Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 110-110)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ } هذا مدح عظيم وتفضيل من الله لهذه الأمة المحمدية ، وفيه إعلام بتثبيتهم على تلك الأوصاف العظيمة ، واعلم أن المخاطب مشافهة الصحابة وثبتت لهم هذه الصفات المرضية فمدحهم الله على ذلك ، ومن تمسك بأوصافهم وأخلاقهم كان ممدوحاً مثلهم ، وهذا المدح يدل على أن أوصافهم مرضية لله ، فشرفهم الله بشرف نبيهم ، قال صاحب البردة : @ لما دعا الله داعياً لطاعته بأشرف الرسل كنا أكرم الأمم @@ وقال في الهمزية : @ ولك الأمة التي غبطتها بك لما أتيتها الأنبياء @@ ومدحهم الله سابقاً بقوله : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) الآية ، وبالجملة فهو صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق على الإطلاق ، وأمته أفضل الأمم على الإطلاق ، وكان فعل ناقص يفيد الإتصاف في الماضي ، لكن المراد هنا الدوام على حد ( وكان الله غفوراً رحيماً ) والتاء اسمها وخير خبرها ، قوله : { أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } صفة لأمة . قوله : ( في علم الله ) أي وقيل في اللوح المحفوظ ، وقيل في كتب الأمم السابقة . قوله : { لِلنَّاسِ } إنما عير عبر اللام دون من ، إشارة إلى أن هذه الأمة نفع ورحمة لنفسها وللخلق عموماً ، في الدنيا بالدعاء لجميع الأمم ، وفي الآخرة بالشهادة للأنبياء . قوله : { تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } ما خبر بعد خبر لكان ، والمقصود منه تفصيل ما أجمل أولا ، أو صفة لمعنى الخيرية ، أو استئناف بياني واقع في جواب سؤال مقدر تقديره ما أوجه الخبرية ، وراعى في الخطاب لفظ كنتم ، ولو راعا الخبر لقال يأمرون ، لأن الإسم الظاهر من قبيل الغيبة ، واختيرت صيغة الخطاب تشريفاً لهم وإشارة إلى رفع الحجب عنهم ، حيث خاطبهم ولم يخبر عنهم وأنهم مقربون من حضرة الله . إن قلت إن الإيمان هو الأصل فلم يقدم ؟ أجيب بأنه غير مخصوص به ، وإنما الفضل الثابت لهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذه الأمة لها شبه بالأنبياء من حيث إنها مهتدية في نفسها هادية لغيرها . قوله : { وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } أي اليهود والنصارى . قوله : { خَيْراً لَّهُمْ } أي من الإيمان بموسى وعيسى في زمانهما ، أن من آمن بمحمد أعلى وأفضل من أدرك موسى وعيسى وآمن به لدخوله في هذا المدح العظيم ، أو المعنى خيراً لهم مما هم عليه في زعمهم ، وإن كان في الواقع ما هم عليه ليس بخير ، أو ذلك تهكم بهم ، أو أن أفعل التفضيل ليس على بابه أي لكان هو الخير لهم . قوله : { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } استئناف بياني واقع في جواب سؤال مقدر نشأ من قوله : { وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } كأن قائلاً قال وهل آمن منهم أحد أو لا فأجاب بذلك . قوله : ( كعبد الله بن سلام ) أي من اليهود وادخلت الكاف النجاشي وغيره من النصارى . قوله : ( الكافرون ) أي وسماهم فاسقين لأنهم فسقوا في دينهم ، فليسوا عدولاً فيه .