Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 111-113)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ أَذًى } قيل استثناء منقطع وهو المتبادر من المفسر ، والمعنى لا يصل لكم منهم ضرر بشيء أصلاً لكن يقع منهم أذى باللسان ، قال تعالى : { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ أَذًى كَثِيراً } [ آل عمران : 186 ] ففي الحقيقة لا ضرر في ذلك ، وقيل الإستثناء متصل ، والمعنى لن يصل لكم منهم ضرر في حال من الأحوال ، إلا في حال الضرر اللساني . قوله : ( من سب ) أي للنبي وأصحابه ، وقوله : ( ووعيد ) أي للمؤمنين بقولهم إنا نغلبهم ، وستكون العزة لنا والذلة لهم . قوله : { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } ليس معطوفاً على جواب الشرط ، وإلا لأوهم أنهم قد ينصرون من غير قتال ، بل هو مستأنف ليفيد سلب النصرة عنهم في جميع الأحوال . قوله : { أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ } أين اسم شرط وثقفوا فعل الشرط وجوابه محذوف لدلالة ضربت عليهم الذلة عليه ، التقدير أينما ثقفوا تضرب عليهم الذلة . ( فلا عز لهم ) أي ولذا لم يوجد منهم سلطان أصلاً فالذال قد علاهم للمؤمنين والنصارى لقوله تعالى : { وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ آل عمران : 55 ] . قوله : ( ولا اعتصام ) معطوف على قوله فلا عزم لهم ، وقدر ذلك ليرتب قوله : { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ } عليه إشارة إلى أنه مستثنى من محذوف . قوله : { بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ } أي وهو الإيمان . قوله : ( أي لا عصمة لهم غير ذلك ) أي لكن إن كان اعتصامهم بحبل من الله ارتفع عنهم الذل وعصموا نفوسهم وأموالهم ، وإن كان من الناس فقد عصموا نفوسهم وأموالهم وعاشوا في الذل . قوله : ( ذلك ) أي المذكور من ضرب الذلة والمسكنة والغضب من الله . قوله : { وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ } أي فقتلوا أول النهار سبعين نبياً وآخره أربعمائة عابد . إن قلت : إن القاتل للأنبياء أجدادهم فلم أوخذوا بفعل أصولهم أجيب بأن رضا الفروع بقتل أصولهم الأنبياء صيره كأنه واقع منهم ، فالقتل وقع من أصولهم بالفعل ومنهم بالعزم والتصميم فهم الآن لو تمكنوا من النبي والمسلمين ما أبقوا واحداً . قوله : { بِغَيْرِ حَقٍّ } أي حتى في اعتقادهم ، فاعتقادهم عدم الحقيقة مطابق للواقع غير أنه عناد منهم . قوله : ( تأكيد ) أي فالعصيان والإعتداء هو عين الكفر وقتل الأنبياء ، ويحتمل أنه ليس تأكيداً بل هو علة للعلة ، أي فعلة ضرب الذلة والمسكنة والغضب من الله كفرهم وقتلهم الأنبياء ، وعلة الكفر والقتل عصيانهم أمر الله وتجاوزهم الحد . قوله : { لَيْسُواْ سَوَآءً } هذه الجملة راجعة لجميع أهل الكتاب أي هم غير مستوين في العقيدة ، بل منهم من هو على حق ومنهم من هو على باطل . قوله : ( مستوين ) دفع بذلك ما يقال إن سواء خبر عن الواو في ليسوا فكان حقه أن يجمع مطابقة له ، فأجاب بأن سواء مصدر من التسوية بمعنى مستوين . قوله : { مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ } هذا كالتفصيل لقوله ليسوا سواء . قوله : ( كعبد الله بن سلام وأصحابه ) أي من اليهود ، وكالنجاشي وأربعين من نصارى نجران ، واثنين وثلاثين من الحبشة ، وثلاثة من الروم ، كجماعة من الأنصار كأسعد بن زرارة والبراء بن معرور ومحمد بن سلمة وصرمة ابن أنس ، كانوا يتعبدون بما يعرفون من الشرائع القديمة ، فما بعث النبي صدقوه ونصروه ، قوله : { آنَآءَ ٱللَّيْلِ } إما جمع أنى كعصا أو أنى كظبي أو أنى كحمل أو أنو كجرو . قوله : ( أي في ساعاته ) أي اللغوية وهي دقائقه ولحظاته ، قوله تعالى : { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ } [ السجدة : 16 ] . قوله : ( يصلون ) سمى الصلاة سجوداً لأنه أشرف أجزائها ، وقوله : ( حال ) أي من قوله : { يَتْلُونَ } أي يقرؤون القرآن في حال صلاتهم .