Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 121-121)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذْ غَدَوْتَ } جمهور المفسرين على أن هذه الآية متعلقة بعزوة أحد ، وقيل بغزوة بدر ، وقيل بغزوة الأحزاب ، والصحيح الأول ، ولذا مشى المفسر عليه . قوله : { مِنْ أَهْلِكَ } أي من بيت أهلك وهي زوجته عائشة ، وكان قدوم جيش الكفار يوم الأربعاء رابع شوال وأميرهم إذا ذاك أبو سفيان فجمع صلى الله عليه وسلم الأنصار والمهاجرين وشاورهم في الخروج لهم أو المكث في المدينة ينتظرونهم ، فأشار عبد الله بن ابي بن سلول رئيس المنافقين هو وجماعة من الأنصار بعد الخروج فإن أبوا قاتلوهم الرجال والنساء ، وأشار جماعة بالخروج ، فدخل صلى الله عليه وسلم منزله ولبس لأمته وخرج فقال هلموا إلى الخروج ، فقالوا يا رسول الله ما لنا رأي معك ، فقال ما من نبي يلبس لأمته ويرجع حتى يحكم الله له بين عدوه ، وكان قد رأى في المنام بقراً ودرعاً حصيناً وضع يده فيه وثلما في ذبابة سيفه ، فقالوا ما أولته قال أما البقر فخير ، وأما الدرع الحصين فهي المدينة ، وأما الثلم في السيف فهزيمة ، فخرج صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه بعد صلاة الجمعة ، فلما أصبحوا جعل الجيش خمسة أقسام ، جناحان ومقدم وساقة ووسط ، وأنزل كلاً من منزلته ، وأمرهم أن يثبتوا مكانهم ولا يتحولوا ، وأخبرهم أنه بمجرد ملاقاة الصفوف تحصل الهزيمة للكفار ، فلما التقى الصفان ولى عبد الله بن أبي بن سلول هو وجماعته الثلثمائة وقالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم ، ولم يبق إلا ستمائة وخمسون ، فهزم الصحابة الكفار أولاً واشتغلوا بالغنيمة ، فنزع الله من قلوب الكفار الرعب فكروا عليهم مرة واحدة ، ففر المسلمون ما عدا النبي وبعض الصحابة ، فبعد ذلك اجتمع المسلمون للقتال ، فقتل من كل سبعون وكان العزة لله ورسوله . قوله : ( وهو يوم أحد ) أي وهو قول جمهور المفسرين وهو المعتمد . قوله : ( أو إلا خمسين ) أي فهما قولان . قوله : ( سابع شوال ) وقيل كان في نصفه فيكون قدوم الكفار يوم اثني عشر منه . قوله : ( وعسكره ) بالجر معطوف على الضمير المجرور في ظهره أي وجعل ظهر عسكره . قوله : ( وأجلس جيشاً من الرماة ) أي وهم المسلمون بالساقة . قوله : ( وقال انضحوا ) أي فرقوا من النضح وهو الرش ، والمعنى فرقوا الأعداء عنا بالنبل قوله : ( ولا تبرحوا ) هذا في الحقيقة خطاب وأمر للجميع .