Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 156-157)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني لا تشبهوهم في قولهم في شأن من مات أو قتل ، لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فيه يعتقدون أن الفرار نافع مع قضاء الله . قوله : { لإِخْوَانِهِمْ } أي في النسب أو الكفر أو الضلال ، والمعنى لا تكونوا مثلهم في كفرهم ولا في قولهم لإخوانهم إلخ . قوله : { إِذَا ضَرَبُواْ } إذا هنا لمجرد الزمان وأتى بإذا إشارة إلى أن هذا الأمر محقق منهم . قول : ( سافروا ) أي مطلقاً لغزو أو لا . قوله : ( فماتوا ) أخذه من قوله الآتي { مَا مَاتُواْ } قوله : { غُزًّى } خبر كان منصوب بفتحة مقدرة على الألف المنقلبة عن الواو . قوله : ( جمع غاز ) أي على غير قياس ، وقياس المعتل غزاة كقضاة . قوله : ( فقتلوا ) أخذه من قوله : { وَمَا قُتِلُواْ } . قوله : { مَا مَاتُواْ } راجع لقوله : { إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ } وقوله : { وَمَا قُتِلُواْ } راجع لقوله : { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } . قوله : ( أي لا تقولوا كقولهم ) أي فإنه شائبة من الكفر والضلال واعتقاده كفر . قوله : { لِيَجْعَلَ } اللام للعاقبة والصيرورة كهي في قوله تعالى : { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } [ القصص : 8 ] والمعنى أن الكفار قصدوا بهذا الكلام اللوم على من خرج ومنع من يريد الخروج ، فكان عاقبة ذلك كونه يجعل حسرة في قلوبهم . قوله : ( فلا يمنع عن الموت قعود ) أي عن الغزو والسفر ، ولا يجلب الغزو والسفر موتاً ، بل لكل أجل كتاب { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ الأعراف : 34 ] . قوله : ( بالتاء والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى الياء يكون وعيداً للكفار ، وعلى التاء يكون تحذيراً للمؤمنين . قوله : ( فيجازيكم به ) أي إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، قوله : ( لام قسم ) أي موطئة تقديره والله لئن قتلتم . قوله : ( بضم الميم وكسرها ) قراءتان سبعيتان . وقوله : ( من مات يموت ) راجع للضم ووزنه قال يقول ، وأصله يموت بسكون الميم وضم الواو نقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها . قوله : ( ويمات ) راجع لقوله : ( وكسرها ) فيكون من باب خاف يخاف ، وأصله يموت بسكون الميم وفتح الواو ، نقلت فتحة الواو إلى الساكن قبلها ثم تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً . قوله : ( أي أتاكم الموت فيه ) أي في السفر . قوله : { لَمَغْفِرَةٌ } أي تأتيه ، وقوله : { وَرَحْمَةٌ } أي إحسان فالموت خير من الحياة إن كان في سفر غير معصية أو جهاد فإنه شهادة على كل حال . قوله : ( جواب القسم ) أي جواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم ، لقول ابن مالك : واحذف لدى اجتماع شرط وقسم . جواب ما أخرت . قولخ : ( وهو في موضع الفعل ) أي فتقديره لغفرت لكم ورحمتكم ، وظاهره أن جواب القسم لا بد أن يكون جملة فعلية وليس كذلك ، بل يكون جملة اسمية ، وقدم القتل هنا على الموت لأنه أهم وأشرف ، وقدم الموت أولاً لمراعاة الترتيب . وآخر لأنه أعم من القتل . قوله : { مِّمَّا يَجْمَعُونَ } يحتمل أن ما مصدرية ، والمعنى خير من جمعكم الدنيا أو موصولة ، والعائد تقديره خير من الذي تجمعونه من الدنيا . قوله : ( بالتاء والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( بالوجهين ) أي السابقين من ضم الميم وكسرها .