Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 158-159)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَ } قال بعضهم إن الآية تشير إلى مقامات العبودية الثلاثة : الأول من يعبد الله خوفاً من ناره وإليه الإشارة بقوله لمغفرة . الثاني من يعبد الله شوقاً إلى جنته وإليه الإشارة بقوله ورحمة . الثالث من يعبد الله لذاته لا طمعاً ولا خوفاً وإليه الإشارة بقوله لالى الله تحشرون ، وفي الحقيقة الثالثة قد جاز جميعها لكن من غير قصد منه ، لأن مشاهدة الله لا تكون إلا في الجنة ولا بد . ومن ذلك قوله بعض العارفين : @ ليس قصدي من الجنان نعيماً غير أني أريدها لأراك @@ قوله : ( ما زائدة ) أي للتوكيد ، والمعنى فبسبب رحمة من الله كنت ليناً سهلاً على الخلق قال أنس بن مالك : خدمت رسول الله عشر سنين فما لامني على شيء فعلته أو تركته . قوله : { رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } التنوين للتعظيم . قوله : { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً } أي صعب القول والفعل ، ومن سهولته قبول توبة وحشي قاتل عمه حمزة . قوله : ( سيء الخلق ) المناسب أن يفسره بصعوبة القول والفعل . قوله : { غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ } أي قاسية . قوله : { لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } أي ذهبوا إلى الكفار ولم يبق منهم أحد ، وأما من قبله من الأنبياء فقد عاملوا قومهم بالجلال ، كنوح حين قال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ، وكهود وصالح ، فنبينا رحمة للعالمين ولولا رحمته بنا ما بقي منا أحد ، فكان شفيعاً عند ربه لنا في كل بلاء عام طلبته الأنبياء لأممهم . قوله : { فَٱعْفُ عَنْهُمْ } شروع في ذكر ترقيه لهم ، فذكر أولاً العفو عنهم ، ثم الاستغفار لهم ليطهرهم ربهم من الذنوب ، فإذا طهروا وصاروا أصفياء خلقاء شاورهم في الأمر . قوله : ( تطييباً لقلوبهم ) أي تونيساً وجبراً لئلا ينفر ضعفاء المؤمنين لو لم تحصل المشاروة منه . قوله : ( وليستن ربك ) أي ليصير سنة لمن يأتي بعدك ، وليظهر صاحب الرأي السديد من غيره ، ولذا قدموا بعد النبي أبا بكر لأنه كان يشاوره كثيراً ، ثم عمر لأن القرآن كان ينزل على طبق ما يقول ، واختلف هل كانت المشاورة في أمر الدين والدنيا أو الدنيا فقط ، فقيل بالأول ولكن لا يتبع إلا الوحي ، وإنما المشاورة تطييباً لخاطرهم ، وقيل بالثاني وهو الظاهر . قوله : ( ثق به ) أي فلا يردك عنه أحد . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ } أي يثيب المفوضين الأمور إليه .