Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 160-162)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ } هذا خطاب تشريف للمؤمنين المجاهدين . قوله : ( يعنكم ) أشار بذلك إلى أن النصر بمعنى الإعانة ، ويطلق بمعنى الجمع ، قال تعالى : { فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } [ هود : 63 ] وبمعنى الإنتقام ، قال تعالى : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } [ القمر : 10 ] . قوله : { فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } أي ولو اجتمعت عليكم أهل الأرض جميعاً . قوله : ( أي بعد خذلانه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف والضمير عائد على الله . قوله : { فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، ولم يقل فلا ناصر لكم إشارة لعدم تقنيطهم من النصر تلطفاً بهم ، أي فارجعوا إليه ينصركم ، قال تعالى : { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } [ الروم : 47 ] . قوله : { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي المصدقون بأن النصر والخذلان من عند الله ، والمعنى فإذا علمتم أيها المؤمنون أن من نصره الله فلا يغلبه أحد ، ومن خذله لا ناصر له سواه ، فثقوا به واعتمدوا عليه . قوله : ( لما فقدت قطيفة ) أي من الغنيمة . قول : ( فقال بعض الناس ) أي من المنافقين . قوله : ( ينبغي ) أي يمكن والمعنى لا يتأتى ذلك لأن الأنبياء معصومون من الذنوب كبيرها وصغيرها ، وأما قوله تعالى : { قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } [ يوسف : 77 ] حكايكة عن سيدنا يوسف ، فقال بعض المفسرين : إن يوسف وهو صغير وجد صنماً عند جده ، فأخذه خفية وكسره ووضعه في محل القذر . قوله : ( فلا تظنوا به ذلك ) أي لأنها خيانة وهي محرمة والنبي معصوم من ذلك ، فمن جوز المعصية على النبي فقد كفر لما فاته للعصمة الواجبة . قوله : { وَمَن يَغْلُلْ } كلام مستأنف قصد به التحذير لغير المعصومين . قوله : ( حاملاً له على عنقه ) أي والناس ناظرون له فضيحة له ، روى الشيخان عن أبي هريرة قال : " قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره حتى قال : لا ألقين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألقين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ، فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألقين أحدكم يجيء يم القيامة على رقبته رقاع تخفق ، فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألقين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت ، فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً " والرغاء صوت البعير ، والثغاء صوت الشاة ، والرقاع الثياب والصامت الذهب والفضة ، والحمحمة صوت الفرس وقوله لا ألقى نفى معناه النبي أي لا يغل أحدكم حتى القاه هكذا . قوله : { أَفَمَنِ } الهمزة مقدمة من تأخير لأن الإستفهام له الصدارة . قوله : ( ولم يغل لم يسرق ولم يخن ) . قوله : { بِسَخَطٍ } مصدر قياسي لسخط بكسر الخاء ، وله مصدر سماعي وهو سخط بضم السين وسكون الخاء . قوله : ( هي ) هذا هو المخصوص بالذم ، وقوله : ( لا ) جواب الاستفهام .